في التوبي.. الموت يغيب صانع السلال الشهير الحاج سعيد العسيف

غيب الموت مساء الجمعة 21 رمضان 1443هـ، عميد أسرة العسيف، صانع السلال الشهير الحرفي الحاج سعيد بن عبدالله العسيف.

وعرف العسيف بحضوره ومشاركاته الواسعة في المهرجانات الوطنية، وباحترافه لصناعة السلال منذ أكثر من 30 عامًا، حيث تعلمها وهو في الربيع العاشر من عمره عندما كان يتردد على بستان والده بالقرب من قرية التوبي، لمساعدته في أعمال الفلاحة.

ووصف العسيف نفسه خلال لقاء سابق مع الـ«القطيف اليوم» بأنه فلاح منذ طفولته، حيث قال: ” كنت أذهب لمساعدة والدي الشغوف بصناعة السلال في أعمال الفلاحة في بستانه، ورغم كون والدي فلاحاً، إلا أنه أيضًا كان حرفياً ماهراً في صناعة السلال، وهي مهنته الأساسية آنذاك، فهذه هي مهنة العائلة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد”. وأضاف “رغم أنني تعلمت حرفة صناعة السلال والمهاف من والدي، إلا أن هذه الحرفة لم تكن صنعتي، ولم أتوقع أن أعمل بها، لأنني كنت أمارس في الأساس مهنة الفلاحة، وعملي في صنع وبيع السلال له قصة تعود فصولها إلى نحو 30 عاماً خلت”.

وسرد الفقيد في حديثه السابق، قصة امتهانه لحرفته قائلاً “التجار هم من دفعوني لأن تكون هذه الحرفة هي مهنتي الأساسية، فعندما توفي أبي صانع السلال الشهير قبل نحو 30 عاماً، جاء أحد التجّار إلي، وطلب مني كمية كبيرة من السلال، فاعتذرت له، وقلت له لم يعد أحد من العائلة يصنع السلال، ولا أحد يجيد تلك الحرفة كما كان يجيدها أبي، فقال لي التاجر: ابن الأستاذ أستاذ ونصف، وأنا في ورطة وزبائني ينتظرون، فأنقذني من ورطتي، عندها قرّرت أن أكون ابن الأستاذ، وأن أحافظ على حرفة أبي التي ورثها من جدي”.

«القطيف اليوم» التي آلمها نبأ رحيل الحاج سعيد العسيف، تتقدم بأحر التعازي إلى أسرة العسيف، وتسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.



error: المحتوي محمي