غَيْمَاتُ وَجْدِيَ بِالدُّمُوعِ تَشَكَّلَتْ
أَسْقَتْ تُرَابَ الْقَلْبِ بِالْأَحْزَانِ
أَنْمَتْ بِسَاحَتِهِ شُجَيْرَاتِ الْأَسَى
بِالظِّلِّ غَطَّتْ مِنْهُ كُلَّ مَكَانِ
مِنْ ضَرْبَةٍ هَدَّتْ لِأَرْكَانِ الْهُدَى
قَدْ مَزَّقَتْ لِلدِّينِ صَكَّ ضَمَانِ
قَدْ فَصَّمَتْ غَدْرًا لِأَوْثَقِ عُرْوَةٍ
شَقَّتْ لِهَامَةِ سُورَةِ الْإِنْسَانِ
كَانَتْ بِهَا لِلدَّهْرِ آخِرَ مَرَّةٍ
يُصْغِي مِنَ الْكَرَّارِ صَوْتَ أَذَانِ
يَا ضَرْبَةً تَبَّتْ أَكُفُّ زَعِيمِهَا
أَفْجَعْتِ بِالْإِيمَانِ كُلَّ زَمَانِ
مَنْ قَدْ تَلَا الْآيَاتِ خَيْرَ تِلَاوَةٍ
مَنْ بَيَّنَ الْأَحْكَامَ خَيْرَ بَيَانِ
أَيْتَمْتِ لِلْأَيْتَامِ بَعْدَ الْمُرْتَضَى
إِذْ قَدْ سَلَبْتِيهِمْ مَلَاذَ أَمَانِ
هَشَّمْتِ بَابَ مَدِينَةِ الْعِلْمِ الَّذِي
دَاحٍ لِحِصْنٍ مُوصَدِ الْبِيبَانِ
جَفَّفْتِ يُنْبُوعَ الْبَلَاغَةِ وَالتُّقَى
مَنْ كَانَ لُقْمَانًا إِلَى لُقْمَانِ
لَوْلَاكِ مَا مَاتَ الْوَصِيُّ لِأَحْمَدٍ
آهٍ عَلَى الْقُرْآنِ لِلْقُرآنِ
عَظَّمَ الله أُجُورَنَا وَأُجُورَكَمْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِين