تعرض إمام جمعة جامع الإمام الباقر عليه السلام في مدينة صفوى بمحافظة القطيف سماحة العلامة السيد كامل الحسن، في خطبة الجمعة 21 رمضان 1443هـ، إلى الحادثة الأليمة والمفجعة التي راح ضحيتها، مساء الخميس 20 رمضان 1443هـ، أب وزوجته واثنان من أبنائه حرقًا في منزلهم.
وقال سماحته: “السلم ينطلق من النفس، السلم النفسي، وما حصل البارحة أفجع المؤمنين، هذا العنف، كيف يفضي ابن من الأبناء إلى حرق أبيه وأمه وأخيه وأخته، هذه كارثة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، أي عقل، أي فطرة سليمة، أي عرف اجتماعي، يقبل هكذا أمور وحوادث، مهما وصلت المشاكل الأسرية في المجتمعات، ولا يخلو أي بيت من وجود مشاكل أسرية أو عائلية، حتى لو وصلت الخصومة إلى الفجور، لا يصل الأمر إلى هكذا جريمة بشعة”.
وأضاف أن هذه الحادثة ظاهرة عجيبة وغريبة على مستوى المجتمع، وقال: “نحن نسمع عن حوادث قتل الأب، قتل الأم، قتل الزوج، قتل الزوجة، قتل الأبناء، قتل البنات في مجتمعات أخرى، أما في مجتمعنا الخاص أن يقدم الإنسان على حرق أسرته، فهذا أمر مهول وكارثة، لاسيما أننا في العشر الأواخر من ضيافة الله تعالى في شهر رمضان، وهي من أفضل الأيام في هذا الشهر، وتكون بالتقرب إلى الله بالأعمال والطاعات، وليس الجرائم، خاصة أن الأمة تعيش هذه الأيام حادثة كبرى وهي مصابهم بأمير المؤمنين عليه السلام”.
وتابع قائلًا: “وإذ تحصل هذه الجريمة البشعة البارحة، ظاهرة غريبة، هل هي بسبب الجفاف الروحي، أم بسبب إفرازات الحداثة العالمية، هل هي بسبب هذه النفس الشريرة التي تقوم بهذه الأعمال، لا أعلم، العقل متحير، فـ لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وندعوا لذويهم بالصبر والأجر”.