من أم الحمام.. بـ«علم النفس».. زكي آل عبدالله.. صادق التصوير بكاميرا في الـ13.. ونافس أفضل أفلام «نورث وسترن»

اقتطع من عمره سنوات ليحصل على البكالوريوس في علم النفس، ثم الماجستير من الولايات المتحدة، إلا أن الشغف والهواية قاداه لتغيير دفة تخصصه أو -إن صح التعبير- فإنهما أركباه سفينة جديدة يغيّر بها مسار دراسته السابقة تمامًا والتخصص به، بعد أن قرر دراسة ماجستير فنون جميلة في صناعة الأفلام – تصوير سينمائي، وقد ابتعثته وزارة الثقافة، لجامعة نورث وسترن في شيكاغو المدرجة في لائحة أفضل 25 جامعة في العالم.

تغيير مجال الدراسة كان بمثابة مؤشر بوصلة الحظ لـ زكي فؤاد آل عبد الله؛ فبعد دراسته في الجامعة اختارت جامعته أحد أفلامه ليكون ضمن أفضل ثمانية أفلام أنتجت خلال السنتين في مهرجان خاص بطلاب الجامعة، نظّمه قسم صناعة الأفلام في الحرم الجامعي في شيكاغو ليتم فيه اختيار أفضل فيلم قصير.

البداية.. هدية الأب
بدأت علاقته بالكاميرا في عمر الثالثة عشرة حين أهداه والده أول كاميرا في حياته، فنشأت بينه وبين تلك الكاميرا علاقة صداقة حتى خلقت هواية التصوير لديه، يقول لـ«القطيف اليوم»: “رغم أني امتلكت الكاميرا منذ سن مبكرة إلا أنني لم أعِ أن صناعة الأفلام مجال دراسي ووظيفي متاح كخيار”.

ويضيف: “بعدما غُصت بعمق في علم النفس استوعبت قوة القصص في تغيير الإنسان بشكل جذري من واقع التغيير الشخصي الذي مررت به من أثر القصص في الأفلام والروايات والفنون الأخرى”.

المزج بين علم النفس والتصوير
تضافرت دراسة “آل عبد الله” لعلم النفس، مع هواية التصوير؛ ليخرج أفلامًا لها علاقة بموضوعات نفسية وفلسفية مهمة، عبر موقع “يوتيوب” خلال فترة دراسته لعلم النفس، وكانت تلك أولى تجاربه في صناعة الأفلام القصيرة.

وكان للنشوة التي شعر بها من التأثير الذي تركته أفلامه على مشاهديها أثرها في خلق لحظة فارقة لاستيعاب قدرته على التأثير بالعاطفة، وتحريك مشاعر المشاهد -حسب قوله-، مشيرًا إلى أنه بعد شعوره بذلك التأثير بدأ يثقل موهبته بدراسة التصوير، مضيفًا أنه يطمح لأن يروي قصصًا تهمه عن طبيعة النفس البشرية، كالحياة، والموت، والحب، والمعنى من الوجود، ووحدة الإنسان في الحياة.

محطات ناجحة
لم يكن ترشح فيلمه الأخير “Emotions Within”، الذي عُرض في مهرجان الحرم الجامعي بشيكاغو، وتم اختياره كواحد من أفضل ثمانية أفلام أنتجت خلال السنتين في مهرجان خاص بطلاب جامعة نورث وسترن، أول محطة ناجحة في حياة “آل عبد الله”، بل سبقه حصوله على جائزة وزارة الثقافة لمسابقة الفلكلور الشعبي في مسار القصص، والأساطير الشعبية.

وكان فيلمه الأخير قد حظي بإشادة لجنة التحكيم في المهرجان الذي يرعاه، ويقدمه المخرج سبنسر بارسونز، الحائز على جوائز دولية عديدة في الإخراج، عن ذلك يقول: “أشاد “بارسونز” بالفيلم لكونه مختلفًا وجريئًا ويجسد معالم من مدينة شيكاغو بشكل، وتصوير مختلف واحترافي عن الشكل الاعتيادي، كما اعتبرت غرابة الفيلم، وجرأته أبرز نقاط تميُّزه”.

عن فيلم Emotions Within
وفي حديثه عن فيلمه، قال ابن أم الحمام: “الكلمات لا تفي بوصف المشاعر العميقة التي نمر بها كبشر، فنتّجه كبشر للفنون المختلفة للتعبير عن دواخلنا، ومشاعرنا المختلفة، وفي هذا الفيلم بالتحديد سلّطت الضوء على الموسيقى وهي إحدى أقدم الفنون منذ وجود الإنسان”، لافتًا إلى تسليط الفيلم الضوء على المشاعر الداخلية للإنسان.

حُلم تمثيل وطنه للعالمية
بعد نجاح فيلمه الأخير، يحلُم “آل عبد الله”، أحد أبناء أم الحمام، والسعودي، والعربي الوحيد في البرنامج من أصل 12 صانع أفلام، بتمثيل وطنه، ولغته من خلال إبراز قصص لأشخاص من قريته لم ينالوا الفرصة لرواية قصصهم سابقًا أمام العالم.

يقول حول تلك المشاركة: “أشعر أنني أحمل مسؤولية تجسيد وطني أمام العالم، ورغم أنني ما زلت في مرحلة البحث والكتابة، إلا أن اختياري للقصة هذه المرة سيكون مبنيًا على أحداث واقعية لشخصية من مسقط رأسي بلدة أم الحمام”.

وأوضح أنه يسعى للدخول بهذا الفيلم المُنتظر إلى عدة مهرجانات عالمية تتناسب مع موضوعه، لافتًا إلى أن المشاركة في المهرجانات العالمية تعد أحد اشتراطات فيلم التخرج الذي قرر أن يكون عن قريته أم الحمام.




error: المحتوي محمي