صاحبة الظل المجهول

في سكون الليل وهدوئه..
وظلمته التي يبددها نورك..
‏تساءلت مرات ومرات؟!
ما الذي يشعل تلك الجذوة الخامدة؟!
في النفس؟!
ومن الذي يجعل مشاعلها متوهجة؟!
ولماذا يدق القلب، وتتسارع الأنفاس..
لأحدهم دون غيره؟!
ويخفق حين يذكر اسمه.
ويحضر رسمه،
ويلوح خياله،
ويمر طيفه،
وتصبح الروح أسيرته.
أهذا هو الحب؟
أهو العشق؟
أم الغرام؟
أم ما يسمى الهيام؟
أهذا هو الدرب الذي يسلكه المغرمون؟!
وفيه يتوه العاشقون؟
وفي سمائه كالطيور يحلقون!
ومن غيمة لأخرى سعادة يقفزون..
باحثين عن المحبوب.
أهذا هو ما يزهدون فيه الحياة؟!
ويبحثون عن حياة خاصة مختلفة!
ويقبعون في صومعة الحب دون الآخرين.
ويتربعون في محراب الحب.
ويتوارون عن العيون.
وعن الخلق يعتزلون.
وتلبية دعوة الحبيب فيه ينتظرون.
وفيه يطلبون السماح والتوبة.
فيه يستغفرون يطلبون القربى..
وبابه يطرقون..
ويتلون الدعاء وينتظرون الإجابة..
وهل أنا منهم؟
حين وجدتك!
ولم تكوني وجهتي..
ولا اتخذتك قبلتي..
أتساءل؟!
طيف من ذا الذي يزاورني..
وخيال من ذا الذي يجوب مخيلتي..
وينسج في داخلي قصة..
ويعزف لحناً جميلاً..
ومعه أورق الربيع..
وأزهرت البساتين..
واخضرّت أرضي..
وأمطرت سمائي..
وبرقت نجومي..
حضوركِ كالعذب الزلال..
بارد يروي الروح..
ويطفئ ظمأها..
من أنتِ؟!
يا صاحبة الظل المجهول؟
ما عرفتكِ حين دخلتي صومعتي!
وكنتُ مع الخاشعين.
مسبح ومع الراكعين الساجدين.
ما ذكرتكِ في دعائي!
ولم أر شخصكِ في منامي.
ولم تكوني في وجداني.
وحينما تأملتكِ! ما عرفتكِ.
مجهولة أنتِ دون هوية..
هل أنتِ من كنت أبحث عنها؟!
وقدري وصدفتي المخفية..
أنتِ الآن معي ملكة..
وسيدة هيكل معبدي..
لم تهجريني في يقظتي ونومي..
وفي محراب الحب..
إلى جانبي في عرشي تربعتي..
فصرتي.. حقيقتي..
وروحي وكياني..
وردي وذكري وتسبيحتي..
ذكركِ مقدس..
قديسة أنتِ.. في النهار..
وإذا جن الليل.. كنتِ فاتنتي..
ولقاؤكِ غايتي..
وتدق الأجراس مستبشرة بحضوركِ..
حينها تتوه فيكِ أفكاري دون العالمين..
وأتأملكِ بخشوع وسكون..
وأرتلكِ يا آيتي..
وأختمكِ في سجدتي..
ذكركِ كفاتحة الكتاب..
أبدأ به صباحي..
وأستجمع بكِ نشاطي وطاقتي..
وأكمل مسيرة يومي..
وقوتي..
يا زهرتي.. أدمنتكِ..
وصرت الناسك في حبك ِ
صائم عن كل النساء إلا أنتِ..
حبكِ فيه قوتي..
وبعدكِ ضعفي..
ومحراب الحب بكِ هو جنتي..
ومن دونكِ جحيم فيه شقوتي..
فلا ترحلي عن ناسكٍ في محراب الحب..
لا يعرف إلا أنكِ حمامة سلام..
تظلل بجناحيها على قلبه وتسقيه حبًا وحنانًا..
وإنك كحمام الحرم يحُرم قتلها..
فأنا بالقلب والروح فداها..



error: المحتوي محمي