شدد الدكتور في علم النفس مهدي الطاهر على أهمية وعي الوالدين بالعناية بتربية الطفل وغرس القيم في السنوات الثلاث الأولى، ومعرفة الحقوق والواجبات وتطبيقها تجاه الأبناء، كونها مرحلة تأسيس للسنوات التي تتبعها، مؤكدًا بأن ذلك يكون بناء على مرتكزات تنهجها الأسرة تقوم على الرعاية والاهتمام وهذا ضمن تحمل المسؤولية من الوالدين والتي تقوم على المحبة التي تحوطهم وتكون فيما بينهم.
جاء ذلك في المحاضرة التثقيفية “التربية في السنوات الأولى” والمنظمة من مركز رفاه للدراسات والتنمية الأسرية وبالتعاون بمركز منار الحكمة بتاروت، بحضور 35 شخصًا من الآباء والأمهات والمهتمين بالجانب التربوي.
وبين الدكتور بعض المؤثرات التي لها دور في تربية الأبناء سلبًا أو إيجابًا، وتحوط بالأسرة مما قد تولد أساليباً تربوية تمارس على الطفل وتكون بصورة مترابطة فيما بينها منها: ثقافة المجتمع، الوراثة مع كسب الطباع ومعرفة الفروق، والمعرفة والتكنولوجيا.
وحذر من زيادة استخدام طفل الثلاث سنوات للأجهزة اللوحية الإلكترونية، مطالبًا بألا تزيد مدة متابعته فيها عن ساعة أو ساعة ونصف كحد أقصى، بشرط أن تكون غائبة عن مشاهد العنف، ومراعاتها للمستوى النمائي العقلي للطفل، وسط إرشاد ورعاية من المحيطين به.
وتأسف في جعل البعض البيت الأسري مكاناً للنقد والعقاب وذلك لوجود ثقافات متراكمة للوالدين، مشيرًا للأثر الجيد الذي يتركه الانسجام بين الأبوين، مع إعطاء الأبناء مستويات مناسبة من المحبة، والاحترام، والحوار والإدارة.
وأشار الطاهر إلى أن المجتمع يضم تراثاً تربوياً زاخراً يمكن ممارسته مع الأبناء، وفق منهج إسلامي قرآني، يكون بتوحيد الأيادي في تربية الطفل، مما يؤدي إلى استقرار الحالة النفسية للطفل، والتي تكون من خلال توحيد السلطة الأبوية التربوية النابعة من توحيد الولاية عليه.
ولفت الدكتور إلى التحديات التي تواجه الأسرة في تربية الأبناء وسط عالم متغير وحاجة الأبناء لاهتمام كبير من الوالدين، ونجدها من جراء تدني ثقافة الوالدين، عمل الوالدين، ثروة المعلومات وكذلك عدم التوازن في الاهتمامات.
وختمت المحاضرة بطرح المداخلات من الحضور والتي كانت تصب حول الطرق التربوية المثلى، داعيًا في إجابته عليها إلى مبادرة الوالدين بطلب الاستشارات التربوية من المختصين، وأهمية إيجاد البدائل في حل المشاكل للأبناء، بالإضافة إلى الانتباه إلى الفروقات الفردية بين الأبناء، وتعزيز النمو والذكاء الاجتماعي للطفل في هذه المرحلة.