الأبطال الحقيقيون هم نتيجة حصيلة بطولات حققوها، وآلام أصابتهم وانتكاسات صحية ألمّت بهم وعدة أمور واجهوها عبر شريط زمني فتحدوا الصعاب وخاضوا معترك الحياة بكل حزم وقوة ومازالوا مصدر عطاء.
بطل هذه القصة امتزج حديثه بدموع مغرورقة وقلب جريح ضمده صموده وثقته بالله العالية وعزيمته الجبارة.
الكابتن علي حسين جعفر أبو محمد مؤسس صالة البطل الرياضية بصفوى سنة 2005م بجهوده وعزيمته وإرادته. ابن الستين عامًا وكأنه ابن الأربعين، لما يمتلك من الحيوية والنشاط. تم استضافته بديوانية الأخوة؛ ليحكي لنا مسيرته اللامعة منذ صغره وشغفه برياضة ألعاب القوى بشتى أنواعها حيث بدأها بالسباحة وتدرب على يد الكابتن الدكتور علي البيك مدرب السباحة آنذاك، الكابتن علي جعفر هو من يأخذ مدربه بدراجته النارية آنذاك متجهًا إلى إحدى العيون المشهورة بصفوى “العين الجنوبية” ليستمر بالتدريب لعدة ساعات متواصلة لتحقيق رقم دولي جديد للمملكة.
تنوعت رياضاته إلى ألعاب القوة وبناء الأجسام عندما قابله موقف ظريف لمشاهدته إحدى المجلات الرياضية بأحد الأندية السعودية حيث شاهد صورًا لبعض أبطال كمالات الأجسام. محدثًا نفسه وزملاءه هل هذه الصور حقيقية لتلك الأجسام المفتولة العضلات والتي غيرت مجرى حياته كليًا ليبرع بها كبطل حقيقي للمملكة.
سرده للقصص يغنيك عن أفضل مذيع بأسلوبه الفكاهي ومهارة الاتصال لديه عالية مع جمهوره الكريم، يتحدث بلباقة وثقة عالية رغم الصعاب التي حلت به وتوالت عليه أمراض استحالت على الأطباء علاجها ولكن القوة الباطنة بعقله رفضت كلمة المستحيل فواصل تمارينه اليومية كبطل حقيقي بمساعدة مدربي الصالة.
التحق البطل الكابتن علي جعفر بشركة أرامكو السعودية سنة 1982م مواصلًا تدريباته البطولية في الجيم الملحق للشركة ومشاركته للبطولات رغم تعارض جدوله مع عمله متأسفًا لعدم مقدرته للمشاركة في بعض البطولات لظروف عمله الشاقة معوضًا ذلك بعدها في أيام أخر. هذا البطل واجه الحياة بعد فقده لولده لإصابته بعيار ناري بصعوبة بالغة متحديًا هذا الظرف الصعب بشدة عندما صاحبته انتكاسة صحية “شلل نصفي” منعته من العودة إلى ممارسة الرياضة وفقده الكثير من وزنه واستحالة علاجه لهذه الانتكاسة متنقلًا بين مستشفيات كبرى بالمملكة وبالولايات المتحدة على أمل استعادة ولو جزء بسيط من صحته. لكن هذا البطل ظل عقله الباطن يتواصل مع أطراف أعضائه ليستطيع ولو تحريك جزء بسيط منها. وظل يذهب للصالة الرياضية باستمرار ليقوم بعلاج نفسه متحديًا الأطباء والمستشفيات حتى استطاع أن يقف برجليه ويمشي بهما رغم ما ألمّ به بعد أن كان مقعدًا على كرسيه المتحرك.
الكابتن المعجزة نصحنا بالاستمرار بالرياضة والغذاء الصحي فإنهما غذاء العقل، وسلامة العقل من سلامة الجسم. النصيحة الأولى والأخيرة لا يأس مع الحياة!
ما أروع هذا البطل لولا قصر الوقت معه لما زال يحدثني وينصحني بأنه لا شيء مستحيل.
مر الوقت سريعًا وكأنها ثوانٍ معدودة وأقل حق لهذا البطل ذكر سيرته الطيبة الجميلة وخلقه الرائع بين الناس.