تواصل فعالية “حرفيون”، في حديقة الناصرة بالقطيف، تسليط الضوء على المزيد من قصص الآباء والأجداد، والتي يروي أبطالها بكل فخر واعتزاز تاريخها عن طريق ما تعلموه وورثوه.
وانطلق فريق التمكين بمكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف والعلاقات العامة والإعلامية في جولة ميدانية على الأسر المنتجة، حيث كان له عدة وقفات مع المستفيدين والمشاركين في الفعالية.
وبدأت الجولة بالوقوف أمام موروث عظيم حاكته أنامل المستفيدة من الضمان والمشاركة بفعالية حرفيون، زينب على المشهد، والتي تمتهن حرفة صناعة السلال باستخدام سعف النخيل والتي ورثتها عن والدتها حيث كانت تلون السعف باستخدام الألوان المطبوخة بالماء، وتبدأ في عمل الخوصيات كالحصير، والزبيل، والقفة؛ والسمة؛ والقاعود، بعد تجفيفه.
ويشارك الحرفي مهدي عبدالله العسيف في ركن آخر بالفعالية بمهنة صناعة السلال، التي امتهنها مُند أن كان في الخامسة عشرة من عمره، حيث استغل ذلك الركن ليؤكد على أهمية تعليم الأطفال هذه الحرف القديمة حتى لا تندثر.
ومارست المستفيدة سمية ظاهر الغشام صناعة البخور بأنواعه المعمول، والمبثوث، وبعض منتجات البخور اللبان المعطر، تلك المهنة التي التي تعلمتها منذ أن كانت في السادسة من عمرها ولها العديد من المشاركات بصنعتها في المهرجانات المختلفة ومن بينها فعالية حرفيون.
وتضمنت الفعالية عرض نماذج السفن التي شارك بها علي ناصر الشطي، والذي يهوى عمل نماذج السفن التقليدية القديمة منذ صغره ويمتهنها، حيث استعرض خلال الفعالية العديد من أنواع السفن، مثل: الجالبوت، والبوم والتي حظيت بإعجاب وإقبال العديد من الزوار والمهتمين بالحرفيات.
والتقى الفريق أحد المستفيدين، عبدالله أحمد آل خضر، والذي يمتهن حرفة صناعة الأقفاص المختلفة، حيث يقوم بصناعة مهد الأطفال، وأقفاص الطيور، وصناعة الطاولات، وله العديد من المشاركات في الأسواق الشعبية والمهرجانات.
وتأتي دقة المنحوتات على الخشب، التي شارك بها المستفيد محمد مهدي مغيص، لتستوقف الزوار، وتعود بهم دقتها وروعة ألوانها إلى الماضي، وتجذبهم تصاميمها المبتكرة التي نفذها بنفسه ومارسها في العديد من المشاركات والمهرجانات.
وجذبت دقة وجمال ألوان الأبواب الخشبية، التي شارك بها يوسف السبيعي، الذي يمتهن حرفة النجارة وصناعة الأبواب الخشبية، والأعمال المختلفة كهواية يمارسها مع زوجته عزيزة القحطاني، الجمهور والزوار في “حرفيون”.
وقابل الفريق إحدى المشاركات هدى حسين الحايك، والتي تحترف الطباعة الحرارية على الزجاج والكثير من المجسمات، تلك المهنة التي تعلمتها من وسائل التواصل، وتقوم بتسويق منتجاتها من خلال المشاركة في الفعاليات المختلفة.
واختتمت الجولة برائحة القهوة الممزوجة برائحة الماضي، حين جاءت مشاركة أماني خضر العبادي بمزاولتها حرفة صناعة القهوة بأنواعها، ومنها القهوة العربية، والتركية، وقهوة الزعفران، والتي أثنت في حديثها على الفعالية، التي أتاحت لها فرصة التسويق لمنتجاتها نظرًا لكثرة الزوار.
بدوره، أكد فريق التمكين استمراره في الحديث عن الأبطال، ومشاركة قصصهم الخالدة التي تروي تاريخ المجد والعزة والشموخ لحضارة تعانق السماء.