القلوب الرحيمة

قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة – 105].

وقال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل – 97].

وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس”. (كنز العمال 679).

إن الحياة بقساوتها وحلوها ومرها وتقلب الظروف على الإنسان ومروره بأزمات نفسية ومادية وظروف صعبة لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، والبلاء الذي يصيب الإنسان في هذه الحياة فإن رحمة الله وسعت كل شيء، ولا بد على الإنسان أن يتخطاها مهما كانت تلك الظروف الصعبة والحمد والشكر لله على كل حال، وأن الله رؤوف رحيم بعباده، ويجعل الله أشخاصًا أصحاب قلوب رحيمة تقف وتساعد وتساند كل فقير وضعيف ويتيم، فطوبى لأصحاب القلوب الرحيمة، وهؤلاء سعادتهم في الدنيا هي مساعدة الآخرين وممارسة الرحمة والبذل والعطاء بكل فرح وسرور ابتغاء وجه الله تعالى لا في انتظار الجزاء من أحد.
قال تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍۢ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍۢ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}. [البقرة – 272].

فهؤلاء الأشخاص هم أصحاب القلوب الرحيمة الذين يحسون بمعاناة الفقراء والمساكين والأيتام وأصحاب الحاجات ويكونون قريبين منهم مبادرين لعمل الخير والسعي الدؤوب لمساعدة الآخرين بكل ما يستطيعون.

شدني مقطع فيديو قبل يومين مؤثر جدًا حتى ذرفت عيناي من مشاهدته، في برنامج تليفزيوني تابع لقناة البحرين اسم البرنامج (كفو). يقدم البرنامج نماذج وقصصًا لبعض الأبطال الذين خدموا المجتمع بكل إخلاص وتفانٍ وضحوا وأعطوا ولهم لمسة في المجتمع من العطاء والتضحية ومن أعمال إنسانية نبيلة من أعمال الخير واستحقوا التكريم والإشادة والذكر الطيب بهم ومن بعض الحلقات قصة الحاج خليل (أبو أحمد) صاحب قلب رحيم من دولة البحرين الشقيقة.

وبدأ المشهد الجميل بإيقافه في إشارة ضوئية وإقفال الشارع بحاجز مكتوب عليه “يا بطل” في منطقة ديار المحرق ليتفاجأ ويرى صورته في إعلان كبير في وسط الشارع ثم ترفع زجاج نوافذ السيارات التي على يمينه وشماله ليرى صورته أيضًا على زجاج نوافذ السيارات ويرى لافتة أيضًا مكتوب عليها “أنت كفو”. كانت مفاجأة جميلة له في وسط الشارع لتذرف عيناه الدموع من شدة المفاجأة والفرحة بتقدير من يحبونه، وبعملهم مفاجأة له وسط الشارع.

وأستاذ خليل (أبو أحمد) أو أبو الأيتام كما يطلق عليه أهل قريته ومن يعرفه، لأنه يستحق هذا اللقب لأنه الأب الروحي، ولأنه تكفل برعاية كثير من الأيتام ورعايتهم ماديًا ومعنويًا، ويسعى دائمًا لإسعاد الآخرين وإعطاء الأسر الفقيرة والمتعففة، ويشرف عليهم وعلى احتياجاتهم وكانت بعض اللقاءات القصيرة مع أفراد عائلته وبعض الأيتام ممن تكفل بهم فكانوا يثنون عليه فأستاذ خليل (أبو أحمد) شخص طيب خلوق كريم النفس معطاء يتمنى أن يطوِّل الله في عمره لإسعاد الناس ويواصل طريق الخير والعطاء، ويتفانى في خدمة مجتمعه وأهله وقريته وبلده البحرين.

فشكرًا جزيلًا لك يا أستاذ خليل يا أبا أحمد. أنا لم ألتق بك ولم أسمع عنك من قبل إلا من خلال مشاهدتي لهذا الفيديو الرائع وقد أحببتك وأتت لي فكرة أن أكتب مقالًا باسم “القلوب الرحيمة”، لما أثر فيَّ هذا المشهد الجميل وأقول دائمًا يجب علينا أن نكرّم ونشجع ونحفّز كل شخص له عمل خيري أو اجتماعي في حياته وليس إذا فارق الحياة.

لا بد من ذكره في حياته ليعرف الناس عن هذا الشخص وينهلون من عمله وصفاته وأخلاقه، ويسيرون بسيرته، ونرى سعادته وهو يكرم ويذكر بخير.

أقول لك يا أستاذ خليل “أنت كفو” وهنيئًا لك هذا التوفيق وسوف تنال الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وفي ميزان حسناتك وأعمالك الطيبة أيها الرجل الطيب.

ورسالتنا في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك تقول إن هناك آلاف وملايين الأشخاص مثل أستاذ خليل (أبو أحمد) في البحرين وفي كل بقاع الأرض ولكنهم يعملون الخير بالسر لا يعلم بعملهم الخيري والإنساني والاجتماعي إلا الله سبحانه وتعالى. ويسعون لعمل الخير وهمهم العطاء والبذل للفقراء والمحتاجين وكفالة الأيتام والوقوف مع الجمعيات الخيرية وغيرها من المشاريع الخيرية.

فتحية من القلب لأصحاب القلوب الرحيمة وهنيئًا لهم هذا التوفيق.



error: المحتوي محمي