أين القرآن أيها الفَتَياتُ والفتيان

بسم الله الرحمن الرحيم {إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللّهِ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لّن تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}.

القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أنزله على سيدنا ونبينا محمد (ص) وهو كلام الله المعجزة الخالدة التي تحدى بها الله جميع البشر ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[هود 13].

﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء 88]، وقد حفظه الله من التحريف والتزوير﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، وجاءت الآيات تؤكد على أهمية تلاوته بتدبر وتمعن {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها}، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، والاستماع إليه بإنصات وتفكر {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

وأهم ما أوصى به نبينا المصطفى (ص) هو القرآن وأهل بيته عليهم السلام إذ قال (إني تارك فيكم الثقلين خليفتين، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

هناك شريحة كبيرة من الشباب والفتيات عشقوا القرآن الكريم وصار جزءًا لا يتجزأ من حياتهم يرتلونه يوميًا في بيوتهم ومساجدهم ولكن لعل وعسى يكون بيننا من علّق المصاحف على الرفوف ونسي أن يفتحها ويقرأها
حديثنا لمن غفل عن كتاب الله وهجره هجرانًا مبينًا. {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان 30].

دور القرآن وأهميته في حياتنا
أولًا/ عبادة وذكر لله سبحانه وتعالى ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، {وَلَقْدْ يَسَّرْنا القُرْآنَ للذَّكْر فَهَلْ مِنْ مُذَكرْ}.

القرآن كلام الله وما أطيب أن نتلوا آياته لنتقرب إليه آناء الليل وأطراف النهار؛ ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾.

ثانيًا/ دستور الإسلام وقوانين الكون {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، كل التشريع وأحكام الإسلام نأخذها من القرآن الكريم والفقهاء لا يفتون بشيء إلا بدليل قرآني أو حديث نبوي أو رواية لأهل البيت عليهم السلام.

قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.

ثالثًا/ مواعظ للقلوب وشفاء للصدور
(يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين).

قد تضيق صدوركم وتصابون بالهم والغم من كثرة ما تلاقون من قساوة الحياة وتصرفات البشر فإذا اسودّت الدنيا في وجوهكم وصارت الحياة ضدكم فالجأوا إلى ربكم وداووا جراحكم بقراءة كتابه الكريم فهو جدير بأن يزيل الغشاوة عن قلوبكم ويبعد الهم والغم عنكم.

عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: “قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفي لمن عرف الصفى، فليجل جال بصره، وليبلغ الصفى نظره، ينج من عطب، ويتخلص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص” وسائل الشيعة ج4 ص 828 ب3 ح3 والأصول ص590.

وقال سيد الساجدين علي بن الحسين (عليهما السلام) (لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت، بعد أن يكون القرآن معي.

رابعًا/ يحيي الجانب الروحي لدى المؤمنين
حين تنشغل بأمور الدنيا وتنهمك في شواطئها الواسعة وتتوغل في بحورها الواسعة تأسرك بمفاتنها ومحاسنها فلا يبقى في قلبك شيء غير حب الدنيا ويصبح إيمانك قشريًا وأداؤك للفرائض لإسقاط الواجب فقط من غير دافع قلبي أو جاذب روحاني، وهذا القرآن الذي بين أيدينا يزرع فينا حب العبادة بل يهز قلوبنا من الأعماق {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر].

كيف لا تتأثر قلوبنا بكلام الله ولا تحيا ضمائرنا حين يخاطبنا الجليل الأعلى بقوله يا أيها الإنسان أو يا أيها الناس أو يا أيها الذين آمنو {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.

كيف لا يهز هذا الخطاب مشاعرنا ونحن بشر نشعر ونحس ونفرح ونحزن والجبال جامدة صلبة صخرية لكن الله لو أنزل عليها هذه الكلمات القرآنية لتصدعت وخرّت خاشعة لله {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21].

خامسًا/ منهج تربوي متكامل
أ/ القرآن يعلّمنا كيف نتعامل مع الناس وكيف نحترمهم ونؤدي حقوقهم ويحثنا على العفو والتسامح {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

ب/ يدلنا على طريق الهداية والخير ويحذرنا من الشر والانتقام {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل:126].

ج/ يحذّرنا من نشر الفاحشة والاستهزاء بالناس {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.

د/ يدعونا لاحترام الوالدين والبر بهما مهما بلغا {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء: 23-2]، ولا ينسى أن يذكرنا برد الأمانات إلى أصحابها {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} [البقرة 283].

هـ/ يحثنا على التعامل بالمعروف بين الزوجين وعدم القسوة والهجران {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [سورة البقرة].

و/ ينهانا عن الغيبة والظن والتجسس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات 12].

ز/ يحذرنا من السخرية بالآخرين وتعييرهم بألقابهم وأسمائهم {يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.

ح/ يحببنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إلى التحية والسلام ويدعونا للترحيب أكثر لمن بدأنا بالسلام {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [سورة النساء 86].

ط/ ينهانا عن التشكيك في عقائد من يسلم علينا
{ولَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}.

ي/ يعلمنا آداب دخول بيوت الناس والاستئذان من أهلها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾.

إلى جانب الكثير من الآداب التي لا يسعنا ذكرها في هذا المقال فنكتفي بهذه الجوانب ونعود لصلب موضوعنا ألا وهو أين القرآن أيها الفتيات والفتيان؟ هل نسيتموه؟ هل هجرتموه؟ هل تغافلتم عنه وكأنه ليس بين أيديكم؟ ألا تعرفون قدر هذه المعجزة الفريدة؟!

قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (عليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة قيل لقارئ القرآن اقرأ وارق، فكلما قرأ آية يرقى درجة).

اجعلوا بيوتكم عامرة بتلاوته دَعوا ذكر الله يتغلغل في كل زاوية منها كل صباح ومساء حتى تهجر الشياطين بيوتكم وتحرسكم الملائكة نائمين ومستيقظين.

قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه، تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض. وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين).

وها قد مضت عدة أيام من شهر رمضان المبارك فماذا قرأتم من كتاب الله؟ كم جزءًا درستم حتى اليوم؟ وهل عقدتم العزم على ختم كتابه العزيز في هذا الشهر الفضيل؟

هذا شهر رمضان شهر القرآن ولتلاوته في شهره فضل عظيم، فلا تدعوا الشهر ينتهي دون ختمه وإهدائه لموتاكم ومن تحبون؛ ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم عند استقباله شهر رمضان في خطبته التي قال فيها “ومن تلا فيه آيةً من القرآن، كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور”. وقال الإمام الباقر (ع) “لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان”. (الكافي).

ويقول الإمام الرضا (ع): (الحسنات في شهر رمضان مقبولةٌ، والسيئات فيه مغفورةٌ من قرأ في شهر رمضان آيةً من كتاب الله عزّ وجلّ، كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور).

ألا ترون العالم الإسلامي كلَّه يعطي القرآن أهمية كبرى بتلاوته في المساجد والبيوت والمجالس ويخصصون له حلقات مبرمجه يجتمع فيها كثير من القراء ويتناوبون في القراءة حتى آخر الشهر ليختموه مع ليلة العيد وهذه عادة اتبعها آباؤنا وأجدادنا منذ القدم فلا تجد بيتًا فيه مجلس إلا وهو عامر بذكر الله، النساء في مجالسهن وبيوت معلماتهن والرجال في مجالسهم ومحلاتهم فلا تجعلوا بيوتكم اليوم تفتقد تلك التراتيل وتلك الأصوات التي تجهر بذكر الله ليل نهار بادروا سارعوا فشهر الله سيمضي سريعًا، النساء الفاضلات لا تقصرن في قراءة كتاب الله العزير، لا تنشغلن بأموركن الخاصة عن القرآن، والشباب الواعون لا تتناسوا آيات الله، لا تقسوا قلوبكم نحو كلام الله لا تتسابقوا في أمور الدنيا وتتهربوا من قراءة القرآن في شهر رمضان لن يضغط عليكم أحد ولن يراقبكم أحد ولكن استشعروا تقصيركم أفلا ترون الأطفال قد حفظوا القرآن كله؟، أفلا تسمعون تراتيلهم وأصواتهم العذبة؟ لم يسبقوكم وكتاب الله بين أيديكم؟

هل ننتظر العُشر الأخير من شهر رمضان لنسمع وصية إمامنا (ع) في مصابه وهو يقول: (اللهَ اللهَ فِي الْقُرْآنِ، لاَ يَسْبِقْكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ) عندها سنشعر بالحسرة والنداومة بما فرطنا في كتاب الله والتهينا عنه بالنوم والأكل واللعب ولم نعطه ولو جزءًا يسيرًا من وقتنا لنهيئ قلوبنا ونحبب القرآن لأنفسنا لا لنرائي به بل لحاجتنا إليه، ولا تقرأوه قراء سريعة دون تفكر وتمعن وهمكم أن تختموه بل استشعروا حلاوة آياته وعيشوا مع كل كلمة من كلماته وداوُوا بها قلوبكم وأحيوا بها ضمائركم لتكونوا ربانيين صائمين مصلين تالين لأجزاء القرآن ترتلونها ترتيلا.

________________
خلاصة موضوعنا
أيتها الفتيات، وأيها الشباب لا تهجروا كتاب الله، ولا تنسوه في شهر رمضان ولا تتهاونوا في تلاوته ولا تتركوه على الرفوف معلّقا ولا تزينوا به مكاتبكم بل زينوا به قلوبكم وعطروا به أفواهكم. كما تبحثون عن الصوتيات المحببة لقلوبكم وتسمعونها في سياراتكم وخلواتكم خصصوا هذا الشهر لصوت القرآن الكريم واختاروا من القرّاء ما يتغلغل صوتُه في قلوبكم ويهز ترتيله مشاعركم {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} صدق الله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.



error: المحتوي محمي