
إلى أخي العزيز السيد موسى السيد علوي الخضراوي بمُناسَبَةِ افتتاحِهِ مُجَمَّعَ الخضراوي الطبي بالقطيف، مُتمنِّياً له مِنْ أعماقي دوامَ التوفيقِ والسَّداد.
مِنْ عُمْقِ رُوْحِكَ لَاحَ الـمَجْمَعُ الطِّبْي،
يُبَلْسِمُ الجُرْحَ بَعْدَ الجُرْحِ فِيْ قَلْبِيْ
وَيُسْكِنُ الأَلَـمَ الخَابِيْ بِأَوْرِدَتِيْ،
وَالـمُسْتَبِدَّ بِأَعْمَاقِيْ، وَفِيْ جَنْبِيْ
وَيُبْدِلُ اللَّهَبَ اللَّفَاحَ وَسْطَ دَمِيْ
بَرْدَاً سَلَامَاً، كَلُطْفٍ مِنْكَ مُنْصَبِّ
وَيَبْعَثُ الـمَيْتَ فِيْ نَفْسِيْ، وَيُطْلِقُهُ
سِرْبَ انْتِشَاءٍ، فَمِنْ شَرْقٍ إلَى غَرْبِ
يَصُوْغُنِيْ فَرْحَةً شَعَّتْ عَلَى شَفَتِيْ،
وَبَارِقاً مِنْ هُيَامٍ رَفَّ فِيْ هُدْبِيْ
+++
فَتْحٌ مُبِيْنٌ، مِنَ الأَشْوَاقِ مُلْتَهِبٌ،
تَقَارَعَتْ فِيْهِ أَنْخَابٌ عَلَى نَخْبِيْ
وَأسْرَفَتْ فِيْهِ أَلْحَاناً بَلابِلُهُ،
مِنْ فَوْقِ غُصْنِ الهَوَى بِالرَّقْصِ وَالوَثْبِ
وَمَاسَتِ النَّفْسُ مِنْ عَالِيْ الصَّلَاةِ عَلَى
طَهَ وَأَهْلِيْهِ، سِرِّ الخَلْقِ وَالرَّبِ
وَأشْرَقَ اللَّيْلُ مِنْ مَزْهُوِّ مُبْتَسِمٍ،
يُنَثِّرُ الـحُبَّ، مِنْ بُعْدٍ وَمِنْ قُرْبِ
وَيُخْجِلُ الوَرْدَ مِنْ أَنْفَاسِهْ عَبَقَاً،
وَمِنْ أَنَاقَتِهِ رِيْمَاً، بِلَا عُجْبِ
أَضْفَى عَلَى الرُّوْحِ رُوْحَاً؛ فَانْجَلَى وَتَرٌ،
عَمَّا يَبُوْحُ بِهِ صَبٌّ إِلَى صَبِّ
وَأَطْفَأَ الحُزْنَ مِنْ ثَغْرٍ، وَأشْعَلَهُ
عِقْدَ ابتسامٍ، مِنَ اللَّأْلَاءِ وَالشُّهْبِ
وَأَوْسَعَ الفَتْحَ فِيْ مُشْتَدِّ مُنْغَلِقٍ،
حَتَّى رَأَى الأُفْقَ آفَاقَاً مِنَ الرَّحْبِ
كَأنَّنَا حَوْلَهُ – وَالطَّرْفُ مُتَّقِدٌ –
كَوَاكِبٌ لَـمْ تَزَلْ تَسْرِيْ عَلَى قُطْبِ
كَانَ البَصِيْرَةَ فِيْ قَلْبٍ، وَفِيْ بَصَرٍ،
فَلا مَتِيْهَ، وَلَا خَوْفٌ عَلَى الدَّرْبِ
إنِّي لَأَسْكَرُ مِنْ أَلْحاظِ مُقْلَتِهِ،
حَسْبِيْ مَنَ اللَّحظِ لَاقَى اللَّحْظَ بِالنَّهْبِ
+++
الطِّبُّ لَحْظُكَ مَمْلُوْءٌ بِعَاطِفَةٍ،
وَقَلْبُكَ النَّابِضُ الدَّفَّاقُ بِالحُبِّ
وَضَحْكَةٌ حُلْوَةٌ شَفَّافَةٌ، رَسَمَتْ
نَفْسَاً تَفَايَضُ مِنْ صَافٍ وَمِنْ عَذْبِ
هُوَ التَّوَاضُعُ مِنْ عَالٍ بِهَيْبَتِهِ
– لِمَنْ تَدَنَّى – بِلَا ضِيْقٍ وَلَا عَتْبِ
هُوَ التَّفَنُنُ فِي الحُسْنى عَلَى عَسِرٍ،
حَتَّى يُرَوَّضَ بِالإِحْسَاسِ وَاللُّبِ
مَا الطِّبُ إلَّا عَلَى كَفَّيْكَ مَنْهَلُهُ،
فَكَيْفَ يَظْمَأُ مُعْتَادٌ عَلَى العَبِّ؟
مَا الطِّبُ إلَّا عَلَى مَرْآكَ رَوْنَقُهُ،
فَإِنْ نَأَيْتَ فَمَا لِلدَّاءِ مِنْ طِبِّ
+++
لَا كَانَ مَنْ كَانَ فِيْ أَعْمَاقِهِ حَسَدٌ،
وَمَنْ تتَلَبَّسَ مِنْ صِدْقٍ عَلَى كِذْبِ
لَا كَانَ مَنْ كَانَ فِيْ مَفْضُوْحِ نَظْرَتِهِ
حِقْدٌ، تَطَايَرَ مِنْ أفْعَى، وَمِنْ ذِئْبِ
حَمَاكَ رَبُّكَ يا مُوْسَى بِمُحْتَشَدٍ
مِنَ الـمَلَائِكِ! أَسْرَاباً عَلَى سِرْبِ
وَزَادَ فِيْ الخَيْرِ خَيْرَاً لَا حُدُوْدَ لَهُ،
كَأنَّهُ سُحُبٌ مَأْنُوْسَةُ السَّكْبِ
وَلَا أَرَاكَ كَرِيْهَاً فِيْ الحَيَاةِ، وَلَا
أَراكَ إِلَّا َكَخِصْبٍ سَالَ فِيْ الجَدْبِ