ورث عن أبيه ارتباطه بالأرض وتحويل ألوانها إلى تجارة تبعده عن تخصصه الدراسي وتقربه إلى طفولته؛ حين كان طفلًا حريصًا على مساعدة أبيه في العناية بأشجار التوت، واللوز، والليمون داخل مزرعته التي كانت تشبه الغابة؛ لكثافتها وكثرة النباتات بها، على حد تعبيره.
علي حسن آل سلطان ابن مالك واحد من أقدم مشتل في القطيف، لم يسر على خطوات والده فحسب؛ بل استلهم من تلك الخطوات فكرة لمشروع يواكب هذا العصر؛ عصر البيع على المواقع الإلكترونية فافتتح لنفسه “مؤسسة شتلات الوادي” مؤسسة تشبه مشاتل والده إلا أن جدرانها وممراتها وحتى نباتاتها مسورة بشاشات الهواتف النقالة.
صعوبات وتحديات
افتتح آل سلطان مشروعه منذ 6 أشهر وتحديدًا في سبتمبر الماضي، إلى جانب عمله كسائق لحافلة مدرسية بالجارودية، ورغم ارتفاع تكاليف بداية المشروع -الذي وصفه بأول متجر من نوعه في القطيف- إلا إنه اجتاز ذلك بفضل زوجته وأبنائه الذي حرص دائمًا على اصطحابهم معه إلى المشتل تمامًا كأبيه.
أما عن فكرة الترويج فقد شكلت مشكلة له لحداثتها بمنطقته الجارودية، وتغلب عليها سريعًا بدعم وترويج والده وأبناء المنطقة للمشروع، وبعد ذلك ذاع صيته بسبب أسعاره المناسبة، وتقديمه خدمة ما بعد البيع، والمصداقية في التعامل مع العملاء، والتفاني في إرشادهم عن كيفية التعامل مع النباتات، والتخطيط الجيد، فضلًا عن التسويق للمشروع إلكترونيًا، مما ساهم في إنجاح المرحلة الأولى من المشروع، ودفعه للعمل على تطويره.
مشتل إلكتروني
وصف “آل سلطان” فكرة إنشاء مشتل إلكتروني على موقع عبر الإنترنت بأنها “عملية سهلة وبسيطة وغير معقدة”، وشرح كيفية التعامل مع المشتل، موضحًا أنه يتم التسجيل من خلال البريد الإلكتروني أو رقم الجوال، ثم يضيف العميل الشتلات التي يريد شراءها إلى سلة الموقع، ويختار طريقة من بين طرق الدفع المتعددة والمرنة.
انتشار في مناطق مجاورة
امتد مشروعه من الجبيل إلى صفوى والقطيف، وسيهات، والدمام، والخبر، والظهران، والعزيزية، والأحساء، وذلك بفضل مساعدة زوجته وبعض الأقارب له في التسويق عبر الإنترنت، وحرصه على تقديم خصومات مُميزة لعملائه بين الحين والآخر على الموقع، بالإضافة إلى تطوير المشتل تقنيًا بشكل دوري.
وحول أشهر أنواع الشتلات الموجودة في المشروع، استكمل “آل سلطان”، حديثه قائلًا: “الأنواع كثيرة منها شتلات متسلقة، وشتلات علاق، وشتلات مزهرة، شتلات بأوراق ملونة مثل دراسينا ما سنجانا، بوتس علاق ومتسلق، هيدرا علاق، وزهرة السلام، بامبو بأنواعه، صباريات، وغيرها من الأنواع الأخرى”، موضحًا أن أصعب الشتلات المزهرة حيث تحتاج رعايتها عناية خاصة إلى جانب حاجتها للماء بشكل معين.
وعن حلم تطوير مشروعه مستقبلًا، أضاف: “بعون الله وتوفيقه أسعى ليصبح المشروع أكبر مشتل إلكتروني في المملكة، ويصير له عدة فروع، وأن أتفرغ نهائيًا للعمل في المشتل ولدراسة المزيد عن النباتات وكيفية العناية بها، فضلًا عن إدخال أنواع جديدة وشتلات مثمرة مستقبلًا”.
سر التميُز
وتوجه “آل سلطان” بنصيحة لمن يريد الدخول إلى هذا المجال، معقبًا؛ “المصداقية والأمانة والالتزام بالمواعيد، واختيار النباتات الخالية من الأمراض، إلى جانب الخبرة في العناية بالنباتات هو سر النجاح في هذا المجال، وعلى الجميع عدم إهمال النبات وحاجته للسقي أو الرش فكلما أعطيت النبات عناية واهتمام أعطاك خضرة ونضارة وجمال، وبعث لك الطاقة الإيجابية”.