من سيهات.. بـ«مَاضٍ مُتَجَرد» و«جَنَّة الدُّنيا» فاطمة المسكين تحقق المركز الثاني في «خنساء عكاظ»

بتوليفة شعرية مختلفة عن القوالب المعهودة، أثارت إعجاب الحضور، اقتنصت الشَّاعرة فاطمة مدن ناجي المسكين، المركز الثاني في مسابقة سوق عكاظ الأدبية فرع خنساء للشّعر العربي، التي أُقيمت في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام من خلال مشاركتها بقصيدتي “مَاضٍ مُتَجَرد” و”جَنَّة الدُّنيا”.

لطالما سعت ابنة مدينة سيهات لتحقيق ذاتها من خلال كتابتها الأدبية، فنجدها تارة تظفر بإنتاج أدبي يضم مجموعة من الإصدارات، أو تشارك بشغف في الفعاليات الثقافية والأدبية هنا وهناك، وخاصة مُسابقات الشّعر العربي الفصيح التي توليها اهتمامًا كبيرًا، وتعتبرها نافذة لتحقيق ذاتها.

شغف بالشعر منذ الطفولة
تعلقت “المسكين”، بالقصائد الشعرية منذ طفولتها، وعندما التحقت بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام، فكرت في تحقيق ما تطمح إليه مُنذ الصّغر، بأن تكون شاعرة تنسج من وحي الأدب قصائد فصيحة؛ لذا حرصت على المُشاركة في كلّ المسابقات الأدبية الخاصة بالشعر.

وتوالت كتاباتها الشعرية بعد ذلك؛ لتشارك في مسابقات الأولمبياد الثقافي بالجامعة، وتحقق المركز الثالث في فرع الشّعر الفصيح بقصيدة عنوانها “تَرنِيمة سَاحِرَة”، والتي كتبتها إهداءً لصديقتها في ذكرى ميلادها عام 2021.

الطبيعة المُلهمة
تتأثر “المسكين” في كتابة أشعارها بالطبيعة، والتأمل في الفلك، حيث قالت: “الشَّاعر في عصرنا هذا لا ينتظر إلهامه ليكتب، فهذه قيود سابقة لا أفضلها، فأنا لا أعيش على انتظار الإلهام مطلقًا، بل أنا من أجعل الإلهام يأتي إليَّ، وكثيرة هي الظُّروف التي تحثّني على الكتابة، كالظُّروف الاجتماعية والتأمل في الطبيعة”.

الدَّقائق الأجمل
في حياة كلّ شاعر محطات لا تُنسى، تشير ‘المسكين” إلى محطة كان لها أثر بالغ في كتاباتها وحياتها الشّعرية، وهي أول أمسية شعرية لها في منتدى سيهات الأدبي “عرش البيان” باللّجنة النسائية، معقبة: “إذا أردت التحدث عن موقف يكمن في القلب دائمًا، فكان في أول أمسية شعرية لي في منتدى سيهات الأدبي، حيث بدء مشاركتي الشّعرية، إلى جانب الشَّاعرات الأخريات، وأمام جمهور من الأدباء”.

شاعر وقصيد
تعتقد “المسكين” أنَّ لكلّ قصيدة شاعرها والعكس أيضًا منذ بداية فكرتها، ومراحل صياغتها، فهي ترى أن الفكرة قد تكون واضحة في أفق الشَّاعر في اللّحظة الأولى، ومع ممارسته وتعمقه في جوفها، يصطاد من المعاني والكلمات ما يشاء، مضيفة: “الإنسان بشكل عام، والشَّاعر بشكل خاص، يجد غيثًا من المشاعر، والمُؤثرات التي قد تكون أحد الأسباب الأولى، لجعل الشّعر ينهمر، وبالنسبة لي، فإنَّ نافذتي الأولى، هي السَّلام الدَّاخلي، يليه الشَّغف، ويليهما الإبداع الأدبي”.

إنجازات أدبية
حصلت “المسكين”، على عدة دورات تدريبية؛ لتثقل موهبتها في الأدب، واجتازتها جميعًا بنجاح، وأصبحت عضوة في منتدى سيهات الأدبي “عرش البيان”، إضافة إلى نشر العديد من قصائدها في الصحف والمواقع الإلكترونية، وحصدت المركز الثالث في الأولمبياد الثقافي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام لقصيدة “ترنيمة ساحرة”، والمركز الثاني في مسابقة سوق عكاظ الأدبي.

وحول مشاركتها في مسابقة سوق عكاظ، تحدَّثت عن قصيدتها “مَاضٍ مُتَجَرد”، موضحة أنها تتناول فكرة بساطة الماضي مقارنة بالحاضر، وشاركت جزءًا منها:
زَمَـنٌ مَضَـى لَمَّـا يَزَلْ كَمُهَاجِـرٍ
وَكَأَنَّمَا نَطَـقَ الأَسَـى فِـي هَجْرِهِ
قَلْــــبٌ بَدَا بِرَحِيلِــــهِ مُتَأَلِّمَــــا
وَعِتَابُـــهُ زَمَـــنٌ أَتَــــاكَ بِجَوْرِهِ
والرُّوحُ تَسكُنُ حَاضِرًا مُتَعَسِـفًا
مُتَنَكِّـــرًا بِرِدَاءِ عُتْمَـــةِ فِكْــــرِه
إِنِـــي أَرَى مُتَشَـــرِّدًا أَوْ بَائِسًــا
قَدْ بَـاتَ لَيْلاً بالأَسَى مِـنْ قَهْـرِهِ
وَخَيَالُــهُ مُسْـــتَغْـــرِقٌ بِزِيَـــارَةٍ
لِــيَقُودُنِي مَــهمَا يَـــشَاءُ لشِـعْرِهِ

واستعرضت جزءًا من قصيدتها “جَنَّة الدُّنيا” أيضًا، قائلة:
وَتَأَهَّبَتْ نَسَــــمَاتُهَــــا فَكَأَنَّمَــــا
دَعَوَاتُهَــا خُتِمَــتْ بِيَـومٍ مَاطِــرِ
فَالأُمُّ قِصَّـةُ بَسْمَةٍ نَسَـجَت عَلَى
كَلِمَاتِهَــا فَـرَحًا يُلامِـسُ خَاطِرِي
يَنْسَابُ لَحْنُ النُّـورِ مِنْ وجناتهـا
مُسْـتَرْسِـلاً بِرِدَاءِ عَطفٍ فَاخِـرِ
وَيُقَـالُ مَنْ هَـيَ جَنَّةُ الدُّنْيَـا فَقُلْـ
ــتُ جَمِيلتِي أمِّي وبَسْمَةُ نَاظِري
وَأجَابَـــتِ الأَيَّـــامُ أمِّـي نِعْمَـــةٌ
قَـد بِتُّ فِـي أحْضَـانِهَـا كَالطَّائِرِ

وفي ختام حديثها، توجهت “المسكين” بالشّكر والحُب، لكلّ من وقف بجانبها في بداياتها، واختصت بالذكر عائلتها، وعمها الشَّاعر عقيل المسكين.




error: المحتوي محمي