ما خلفته روح البياض

للرجل الذي امتلء بياضا وحنوا وسماحة للحاج الأخ الصديق عبد الله بن محمد بن الشيخ جعفر “أبي محمد” رحمه الله ..وهو يودعنا على جناحين من أسى وافتجاع..


صوتي وصوتك مائل ومآل
فعلى ما غبّت صوتك الآجال

وعلى ما عجّلت المسير ولم تبح
لك مقلة أو أن يقولك آل

وفجأتنا منك الغياب وملمح
منك استوى تعنو له الأحوال

وبكل وجه من كلام شعورنا
بين الأحبة سائل وسؤال

أنا لا أزالَ.. ودفء صوتك هامس
يحكي وتصغي للحديث ظلال

يا صاحبي نفض الزمان غباره
هل يحتوي شوقٌ إليك مقال

الآن تغزو الذكريات لواعجي
وتدكني صورا لك الآزال

ولطالما ألف المكان حكاية
ما بيننا وتضوّعتها رجال

ماذا أقول لوقت صحبك يا ترى
هل يدر ليس من الرحيل محال

يا حكمة القول الشفيف ولطفه
أوهكذا يمضي بك الترحال

أوليس تملك من يد تلويحة
جهة الوداع ألم يسعك مجال

والأقربون لهم دعاء غامر
أن يلتقوك وتكشف الأغلال

يا حامل القلب الجميل محبة
منداحة يطفو بها الإجلال

ولكل قلب بسمة تجلو بها
فلق الصباح إذا ضحكتَ وقالوا

ذي الأصدقاء رأوك بين ضلوعهم
رئة ترفّ بظلها تنثال

مدوا إليك سكونهم ذا حلمهم
لو يرجأ الوقت الندي أطالوا

فلأي غيب تستلذ طريقه
سفرا هناك تريدك الآمال

أين الرحيل أجل وملء حديثنا
أن الحياة نوازل ونزال

يا صاحب الوجه الطليق سماحة
وجه به معنى الكريم يقال

وبكل لحظة همسة تمشي بها
يطفو الحنو ويركض التسآل

حارت على شفة الغياب وجوهنا
وبكل نبض للكلام محال

هل غادر الأحباب من رسم السنا
والعشق بين مآلهم أحمال

هل حالك الموت العقور بغفلة
ما انفك من شمل بها يحتال

“أأبا محمد” وانتظرتك أن تفي
حق اللقاء وفي يديك زلال

لتقيم وجدك ضحكة منذورة
للحب والدنيا إليك تحال

لكن قلبك رقّ للموت الذي
لبيته حرما هناك يطال

وأخذته بحنان روحٍ شفّها
هذا البياض ومسّها الصلصال

ما هزّك الموت الكؤود بوِردِه
إلا كمن نعمى الطريقِ يخال

يا مشعل الذات الرحيمة إنما
تسمو بك الأقوال والأفعال

ولكم تجودَ على الضعيف بمنسك
إيثاره حال الضعيف ينال
يا أجمل المهج الصديقة خشية
لله حيث سماحة وخصال

يكفيك أنك قد حفظت عهوده
التنمو وتنمو حولك الأجيال

ونهجت دربا في هداه أصالة
تهوى فضيلتها هنا الأبطال

يا صاحبي وتظلّ أجمل من سما
في روحنا لو تشهد الأعمال

يا ابن الكرام وتلك من آلائها
نهر الولاء يطوفه الشلال

هذا السنا يرثيك إثر تلاوة
بيضاء حانية بها الأثقال

لك في النبي وآله لغة الهوى
إلا وروحك سجدة ووصال

مازال منه في رؤاك بقية
عذبت تفيض بعطرها الأنفال

ولأنت منه سلالة روحية
في كل آن تضرب الأمثال

في جنة الخلد الكثيفة بالتقى
صوت يقول المؤمنين تعالوا

هذا الحسين يفيك حلم مدامع
حزنى لها إنسانها يختال

هذا مكانك بالفراديس العلا
ملء المكان محامد وجلال



error: المحتوي محمي