بمجرد أن أعلن عن “مشروع البحر الأحمر”، احتل صدارة الاهتمام والمتابعة والتفاعل في كل وسائل ووسائط الإعلام المختلفة، بل حقق نسبة غير مسبوقة في محركات البحث في فضاء الإنترنت. هذا التسابق المحموم لمعرفة حقيقة هذا المشروع الجديد من قبل كل مكونات وتعبيرات المجتمع السعودي، بل والعربي أيضاً، يؤكد بما لا يدعو للشك، أهمية وجاذبية القطاع السياحي والترفيهي.
أجدني مضطراً للتعريف ــ ولو بشكل مقتضب ــ بهذا المشروع السياحي العالمي الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وعرّاب “الرؤية السعودية 2030” في الـ 31 يوليو 2017، والذي يبدأ العمل لإنجازه في الربع الثالث من العام القادم.
يُمثل مشروع البحر الأحمر كوجهة سياحية فريدة، خطوة واسعة باتجاه تثبيت البوصلة الوطنية الطموحة حول المشروعات والبرامج العملاقة في شتى المجالات والقطاعات لتحقيق الأهداف الكبرى لرؤية الوطن، ويأتي في مقدمتها تنويع الاقتصاد السعودي بعد عقود من الاعتماد على النفط.
يُقام هذا المشروع الوطني الضخم على مساحة واسعة تتجاوز الـ 34 كيلو متراً مربعاً، وعلى أحد أهم المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، ويضم العديد من المنتجعات والمشروعات والخدمات السياحية والترفيهية الراقية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، إضافة إلى توفر المحميات الطبيعية والمياه الساحرة والشعب المرجانية والطبقة البركانية الخاملة.
خمس سنوات فقط، ويتحقق هذا “الحلم السعودي” الكبير، ويُصبح حقيقة وطنية مذهلة نفاخر بها. مشروع البحر الأحمر، سيكون الاكتشاف الأهم لطبيعة السعودية الساحرة والزاخرة بالجزر والسواحل والشعاب المرجانية والآثار. هذا المشروع الرائد، سيكون “المطل المذهل” للبحر الأحمر أمام كل العالم، كما سيكون الحلقة المتصلة بالعديد من المناطق التاريخية والتراثية القريبة من هذا المشروع الفريد كمدائن صالح التي تُعدّ الموقع السعودي الأول على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
هذا المشروع الوطني الكبير وغيره من المشروعات الأخرى الطموحة، هو نقلة استراتيجية ذكية لاستثمار وتفعيل القوى الناعمة السعودية الكبيرة، وفي طليعتها السياحة والترفيه والفعاليات، لأنها أذرعة قوية وثرية، وتُحقق المعادلة الوطنية المأمولة لتنوع مصادر الدخل، والتي ستوفر آلاف الفرص والأعمال لشبابنا وشاباتنا، وستضخ المليارات في اقتصادنا الوطني.
البحر الأحمر، هو الحلم المشروع، بل هو المشروع الحلم الذي سيكون “علامة بارزة” في غرب الوطن، بل كل الوطن.