هو شهر جعله الله بابًا إلى الجنة إن أحسنا فيه، وتعاملنا مع ضعاف خلقه فلا نستبدله بما يدخلنا النار بسواد الأعمال وسوء التصرف بالنعم وفقراء لا يجدون ما يأكلون.
لو أنفقنا على ما نحتاجه في شهرنا المبارك كما هو الحال في غيره من الشهور (ولا أقل أقل علمًا أن الواجب هو الأقل ) لسد كل بيت منا جوع عائلة مماثلة في العدد وأكثر.
ولكن للأسف نصرف فيه أضعاف ما نصرفه في غيره ومن غير حاجة.
إلى أن حولناه بضعف عقولنا وسذاجتنا وطمعنا إلى (…….) حتى أضعنا ثوابه وانحرفنا بأهدافه فحُرمنا أجره بل ربما أُثمنا على ما نفعله.
الكل منا يصنع مبررًا لهتك النعمة، وتضييعها وأن يغضب الخالق تعالى بدلًا من رضاه ونيل رحمته.
من يُعْزي ذلك إلى زوجته وأنت شريك في أفعالها من يعتبرها فرصة لما لذ وطاب إن كنت كذلك فلا خير في صيامك نهاره، وقيامك ليله ومَن لا يهمه من حوله إن نسيتهم اليوم تُنسى غدًا، وأنت في أشد المواقف.
يتفاخر البعض بمائدة عليها ما لا يأكل ربعها ألهذا شُرع الصوم يا جاهل؟ من يقول الجمعيات تعطيهم ومن أين إذا لم تُدعم هذه من تبرعاتنا واشتراكاتنا؟ من قائل لا أحرم نفسي من خيراته أنت يا هذا حُرمت كل خيره من غير أن تشعر.
ونبقى في غفلة، والسفينة تبحر بنا إلى الأعماق تتلاطم بها الأمواج، وتوجهها الرياح إلى أن تغرقنا آخر ليلة منه ” عندما يصوم المسيحي عن اللحم مثلًا لا نراه يضاعف مصروف أكله الآخر ” نتقي غضب الإله في بطون جائعة لا تجد ما تفطر به من صيامها إلا من ماء وفطيرة زعتر ” ألا نستحي من انفسنا “، ونحن نزايد على الإسراف، والتبذير في غير محله، وقد نهينا عنه مطلقًا كيف في هذا الشهر الفضيل الأولى أن يكون حرصنا أكثر.
وحتى نكسب رضاه والجنة نشارك الضعفاء خاصة المتعففين دون أن ينقصنا شيء باتباع الحكمة، وترك ما ليس بالضروري ” نتبع عند مشترياتنا كما هو المعتاد ما يلزمنا وقته لا للشهر بكامله دفعة واحدة بل ما يكفي لا شهر ” حتى نوفق لما فيه من ليالي القدر العظيمة، والعتق من النار في آخره لا ينتهي، ونحن من المحرومين لا من المرحومين كلنا يعلم أن هناك من صاموا ثلاثة أيام ليطعموا مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا لوجه الله لا يريدون منهم جزاءً ولا شكورًا ليس المطلوب منك هذا إنما قيمة ما يزيد، ومصيره إلى حاوية الزبالة بمقدورنا اليوم أن نعطي لا نستجدي، وهذه من كبريات النعم علينا وحتى لا يأتي يوم لا نجد فيه ما يسد جوعنا بعد صيامنا فنسأل، ولا نعطي نحافظ على النعمة بمراعاة المعوزين نقدم لهم ولو شيء بسيط أو حاجات بديلة تنقصهم، وهي أعظم الفرص لمضاعفة الحسنات وربح أيام المتاجرة وإن فاتتنا لن نلاقي العوض ( يقول الله تعالى: “أَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أن يَأْتِى أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” الآية 10،11 من سورة المنافقون ) نتسابق لما ينفعنا في أُخرانا، وهذه رٌسل الشهر في طريقها إلينا مقبلة فلا نخيبهم نصلهم قبل ان يصلونا.