امرأة نسيَت مكواة الشعر على طرف الكنب لعجلتها، وذهابها لإحدى المناسبات، وخلال عشر دقائق نشب حريق بمنزلها.
رجل اشترى أجهزة جديدة، ولم يستغنَ عن الكراتين التي كانت تتعرض لحرارة الشمس لأيام؛ فنشب حريق لسبب ما اجتمع مع حرارة الشمس الحارقة، ووصلت ألسنته للأجهزة ذاتها.
إحداهن وضعت شاحن الجوال بالحقيبة بالطائرة، وانفجر على رؤوس الركاب لعدم وجود تهوية لحرارته.
شموع رومانسية أودت بحياة عريس لم يكمل شهر من زواجه.
كلها أمثلة واقعية ذكرها فني الكهرباء علي منصور الطويل، وأكد أهمية مشاركة التجارب حتى لو كانت قاسية، وعدم الخجل من ذكرها ليستفيد منها الآخرون بالمستقبل.
وأشار فيها لضرورة تفكيك مكونات مثلث الحريق، والذي يتكون من الوقود، والحرارة بكل مصادرها، والأوكسجين؛ لتجنب وقوع الحرائق لأن الحريق يحصل فعلًا باجتماع الثلاثة مع بعضها.
جاء ذلك في محاضرة الطويل في “السلامة في حياتنا، وطرق الوقاية، والسلامة المنزلية” التي نظمتها اللجنة الصحية بجمعية العوامية الخيرية مساء الثلاثاء 29 مارس 2022م في قاعة الحوراء للمناسبات بحضور عدد من الرجال، والنساء، والمهتمين.
واستعرض عبد الهادي البناوي رئيس اللجنة الصحية في بداية المحاضرة ما أفضت به دراسة حديثة أقيمت شهر شعبان هذا العام تتعلق بتزايد الحرائق بعد منتصف الليل، وينتج عنها إصابات، وحالات وفاة نتيجة الالتماس الكهربائي، والمواقد، والعبث، والمصدر الحراري المتوهج معتبرة أنها أهم مسببات ثلث عدد الحرائق بشكل عام، وتمثل خُمس الحرائق المنزلية، مؤكدًا أهمية رفع مستوى الوعي، والتثقيف بالأمن، والسلامة المنزلية، والتي تهدف لها هذه المحاضرة.
وبدأ الطويل بتعريف السلامة على أنها البراءة من العيوب، والنجاة من المهالك عارضًا جملة من الروايات، والموروث الإسلامي بالأدعية التي تعرضت لموضوع السلامة، وطلبها.
وذكر أهم مصادر الحرارة التي تشترك في عنصر الحرارة بمثلث الحريق، وهي الشمس، والشحن، والتفريغ، والشعلة، والكهرباء، وتطبيقاتها الحرارية، والاحتكاك، منوهًا لخطورة وضع الشاحن المتنقل، والجوال الذي يشحن منه بمكان محدود التهوية كحقائب السيدات؛ لأن كلاهما يصدر الحرارة بالشحن، والتفريغ.
وأضاف أهمية عمل صيانة للأجهزة قبل استخدامها خاصة التي تصدر صوتًا كصوت القرقعة؛ لأنها تقوم بعملية احتكاك قد تؤدي لحرق الملفات الداخلية خاصة بوجود مواد قابلة للاشتعال مثل الورنيش.
ووضح الطويل أن الأكسجين يعد عاملًا مساعدًا للاشتعال والذي ثبت أنه يلزم توفره في محيط الاشتعال بنسبة لا تقل عن 15٪ حتى يستمر اشتعال معظم المواد بينما هو موجود في الهواء بنسبة 21٪ وعرض لظاهرة التوهج الضوئي، وهي انتشار دخان أبيض حين تحصل بمكان، وحذر من فتح الباب فيها؛ لأن تعرضها للأكسجين سيؤدي لاندلاع حريق فلا بد من الجاهزية عند فتحه، وملاقاته بطفاية الحريق.
وعرض كيفية الانتقال بمثلث الحريق من الوقاية للمكافحة؛ فمقابل مصدر الحرارة تبرد الحرائق الكبيرة بالماء أو الرغوة، ومقابل الأكسجين يتم خنقها بالتغطية أو الإخماد أو اللف، ومقابل المواد القابلة للاشتعال يتم تجويع الحريق بفصل الوقود أو الغاز.
وبين كيفية استخدام بطانية الحريق غير القابلة للاشتعال، وتستخدم لإخماد الحرائق بالمطبخ مثلًا كتغطية القدر أو المقلى الناشب به الحريق أو تستخدم للتغطية لمن أصابه الذعر من نشوب الحريق بملابسه أو تستخدم للحماية من النار، والخروج من المكان المتعرض للحريق.
وفي الوقاية من حرائق المطبخ خاصة في قرب شهر رمضان، واستخدام زيت القلي بكثرة فيه، حذر من وصول الزيت لنقطة الوميض أو الـ Flash point حيث لا يحتاج فيها للنار للدخول فيه؛ لأنه سيشتعل من نفسه بوصوله لهذه الدرجة، ووضح كيفية التعامل مع الزيت الذي وصل لحد الاحتماش وذلك بتبريده، وعدم استخدام المواد الغذائية التي تحوي الماء فيه فلا بد من تجفيفيها كي لا يتناثر الزيت، ويصل للنار ويسبب نشوب حريق.
وشرح كيفية استخدام طفايات الحريق، وأنواعها، ومناسبتها لأنواع الحرائق سواء بالسيارة أو المنازل وأماكن العمل، موضحًا أن الحرائق تدخل بأربع بمراحل لا يستطيع الشخص مكافحتها بنفسه إلا بمرحلة الاشتعال الأولى حين تكون بمساحة صغيرة أما إذا وصلت لمرحلة الانتشار؛ فالأولى حماية النفس، والأهل بالخروج منها.
وأوصى الطويل أن تكون أدوات السلامة، والوقاية ضمن هدايا المتزوجين الجدد لانشغالهم بتجهيزات الزواج عنها؛ لأنها ستكون حماية لهم بعد الله، وعدم الاهتمام بالتعليقات السلبية التي تُنبئ عن الفأل بالشر.
وتضمنت المحاضرة عرض العديد من أدوات السلامة الخاصة بالمنزل، والمطبخ، والمطاعم، وطريقة استخدامها والمقاطع التعليمية حظيت بمشاركة الحضور، واستحسانهم.