في القطيف.. ابن التاسعة علي آل سالم موهبة تشق طريقها في عالم الرسم والأعمال الخشبية

يكبر أطفالنا يومًا بعد يوم، ويبدؤون فى إظهار مواهبهم المختلفة التي يجب أن نحرص على العناية بها حتى تتطور، وتواكب طموحاتهم مثلما حدث مع بطل قصة اليوم.

الطّفل علي سلمان علي آل سالم، صاحب الـ 9 سنوات، الطالب في الصَّف الثَّالث الابتدائي، كان هاويًا للرَّسم مُنذ صغره، اكتشفت والدته موهبته بالصدفة، إلى أن أصبح مصممًا محترفًا يتقن اختيار الفكرة، وتنفيذها على أرض الواقع؛ لينُجز سبعة أعمال خشبية بهذا العُمر.

وبدأت قصة اكتشاف موهبة الطفل آل سالم في الرسم، كما جاءت على لسان والدته ليلى آل محيميد، خلال حديثها مع «القطيف اليوم» وهو في الخامسة من عُمره.

وتقُول أمه التي أضناها مرض ابنها داوود الذي يكبر علي بعام واحد، ويُعاني من مرض طيف التَّوحد، وصُعوبة النُّطق، أنها كانت تجتهد في البحث من خلال العالم الافتراضي، للتعرف على عالم التَّوحد، كي تستطيع التَّعامل مع نجلها ومُساعدته في المُثول إلى الشّفاء.

وكان علي يرافق والدته ويجلس بجانبها دائمًا يراقبها في صمت وهي تحضر بعض المقصوصات، وترسم عليها الأشكال أمام أخيه؛ لأنه طفل بصري، ليتعرف على الأشياء من خلالها، وكان يقلدها.

موهبة بالصدفة
لم تكن تعلم “آل محيميد” أن شخابيط نجلها ستتحول إلى موهبة فذة؛ ففي يوم ما طلب منها حلوى المصاص الأحمر، لكنَّه لم ينجح في التعبير عن ما يُريده؛ لعدم إتقانه نطق بعض الحُروف لصغر سنه، حتى قام برسم ما يريد على شكل قلب، فتعرفت عليه، وحينها اكتشفت أنّٓه يمتلك موهبة في الرسم قررت تُنميها بعد ذلك.

وتابعت “آل محيميد”: “حدَّثت نفسي، بأنَّ طفلي موهوب، ولا بد من تطوير موهبته، وإبراز مهاراته؛ لذا منحته فرصة مُساعدتي في علاج داوود من خلال الرَّسم، فهيأت بيئة فيها كلّ المُستلزمات والأدوات مثل الدَّوائر الكهربائية، واللّمبات، والأسلاك الكهربائية، واللّحامة، واللاصق الصّمغ الحراري، رتبته في زاوية من المنزل، ليكون له مساحة، يُمارس فيها أعماله وأنشطته”.

مواهب متعددة
بلغة تُعانقها براءة الطّفولة، أجاب آل سالم على سُؤال الـ«القطيف اليوم»، عن عشقه الرَّسم، وانتقاله إلى التَّصميم؟.

وأوضح أن والدته كانت تهتم به كثيرًا، مُنذ أن عرفت بُحبه للرَّسم، فقامت بتوفير كلّ ما يحتاجه من أقلام وألوان ودفاتر خاصة بالرَّسم والتَّلوين، حتى نمت الموهبة لديه في سن الثامنة؛ فانتقل من الرّسومات إلى عالم التَّصميم، ليبدأ الرَّسم بالقلم والورقة، ثُمَّ تقُوم والدته بتحويل ما يرسمه إلى تصاميم باستخدام الهاتف النَّقال.

ولأنه طفل ذكي متعدد المواهب استطاع تأليف قصتين، بعنوان: علي والعجوز عباس، والوردتان التَّوأمان، حيث كرمته إدارة مدرسة جرير الابتدائية في ساح الطَّابور الصَّباحي أمام الطُّلاب، مما بعث الحماس في ذاته، وذاق طعم الإنجاز، الذي حققه، لشُعوره بهذا الاحتضان، الذي قال عنه، بأنَّه من أجمل اللّحظات، التي أحبها، ودفعته للأمام.

بيئة مُشجعة
لعل امتلاك والده سلمان علي آل سالم، والذي يعمل مُهندسًا زراعيًا حكوميًا، ورشة نجارة أعلى منزلهم، نقطة تحول كبيرة في موهبة الطفل الذي كان لا يقتصر على مشاهدة أبيه؛ فرغم صغره، إلا إنَّه كان كثير الأسئلة، يسعى إلى معرفة ما يقوم به ويُدقق على التَّفاصيل الصَّغيرة، وكان الأب يراعي فضول نجله ومرحلته العمرية، ويُفيض عليه المعلومات بإسهاب، مبسطًا إياها كي يستوعبها.

ولعبت هذه البيئة المشجعة على التفكير والإبداع من خلال ورشة الأب وتعلم النجارة تارة، والقراءة وما توفره أمه من معلومات تارة أخرى، دورًا هامًا في أن تصبح ثقافة التَّجربة سبيل الطفل، ليُطبق الفكرة التي تتبادر إلى ذهنه من خلال الرسم والسعى إلى تنفيذها بشكل متقن في وقت محدد.

إنجازات خشبية
تسترجع “آل محيميد” ذكرياتها مع إنجازات نجلها، قائلة: “قام علي بعمل 7 أعمال مُبتكرة ومُدهشة، تتنوع ما بين البلاستيكية والخشبية، وهي: طائرة، وروبوت قطة بالبلاستيك، ومروحة كهربائية، وغسالة كهربائية، وسَّيارة كهربائية، وآلة غسيل يد، والدّريل الكهربائي بالخشب”، مؤكدة أن نجلها لا يكل أو يمل عن العمل، مُستغلًا وقت فراغه في تنفيذ شغفه، والاستمتاع به.

تحدي وأمنية
تهتم أسرة علي بالقراءة بدرجة كبيرة، لما لها من فاعلية في تربية الطّفل ثقافيًا، وصناعة شخصيته، وتحديدًا عالم القصة، ما شجعه على المشاركة في مُسابقة تحدي القراءة، التي أقامتها مدرسته العام الماضي، ليقرأ 100 قصة، بالإضافة إلى تقديمه ورشة عمل عن الأعمال الفنية الخشبية، التي نظمتها مكتبة خيال، ودرَّب خلالها 20 طفلًا.

وعن أمنيته في المُستقبل، أوضح الطفل أنه يطمح بأن يكون رجل إطفاء؛ لأنَّه يهوى مُساعدة الآخرين ويرى في هذه المهنة تقديم خدمة إلى الناس وإنقاذهم.



error: المحتوي محمي