
مقدمة:
الفرد هو أساس المجتمع، ولا ينفك عنه، والسبيل لتطوير المجتمع هو الفرد، فرفع المستويين الثقافي والمعرفي للمجتمعات يبدأ من الأفراد، وكذلك صنع مجتمع إيماني لا يكون من دون خلق كوادر إيمانية تقوم على أساس المعارف القرآنية، ولا ننكر تغذية الفرد من جهة المجتمع، فهو البيئة الحاضنة لصياغة ذهنية الفرد وتوجيه ثقافته؛ فكلما ارتفع الوعي لدى الأفراد ارتفعت نسبة الوعي الاجتماعي، والكلام نفسه في التعليم والثقافة والآداب والفنون، وكل ما ينتجه الإنسان، وبذلك تتضح فكرة كون المجتمع صاحب ذهنية تتكون أجزاؤها من ذهنيات أفراده، كذلك تعليمه وثقافته وفنونه وإدراكاته ووعيه، فكما للفرد ذاكرة كذلك للمجتمع، بل لا يمكن للفرد أن يعمل عملًا يرى نفسه فيه مستقلًا عن مجتمعه بذريعة الحرية الشخصية؛ لأنه جزء منه، ومكون من مكوناته، ولشدة الترابط بينهما اعتنى الإسلام في تشريعاته بالبعد الاجتماعي؛ فلم يغفله في صلاة أو زكاة أو صوم أو حج… بل لم يقبل تلك التشريعات بمعزل عن المجتمع.
وللتعرف على رأي المجتمع يمكنك اعتماد الاستبيان لاستطلاع الرأي ومسح عينة عشوائية من أفراد المجتمع لتصل للرأي العام من خلال دراسة تلك العينة المشاركة للاستبيان، وهي غير محدودة بعدد، فمتى ما رأيت تكرار الآراء ودوران النتائج عرفت عدم خروج عامة الناس عن تلك الآراء، وأن القوم إخوان القوم، مع الاحتفاظ بالأصوات الانفرادية واحترام وجهات النظر، كل حسب وعيه وإدراكه ورصيده المعرفي.
وانطلاقًا من هذه الأفكار قمنا بنشر استبيان (هنا) في مطلع فبراير الماضي عن شعيرة هي من أهم شعائر الدين الإسلامي أعني صلاة الجماعة، واستمر حتى منتصف مارس الجاري 2022، وقد تجاوز عدد المشاركين تسع مئة مشارك، وقمنا بمسح الاستبيان، واستطلاع التعليقات، مع إيماننا بأن الموضوع المثار (صلاة الجماعة) بحاجة إلى أكثر من كلمة في أكثر من مناسبة ومن أكثر من جهة، ومناقشة الردود والتعليقات لا تقتصر على رجال الدين، وأئمة الجماعة؛ فعليهم مسؤولية في صياغة الخطاب الديني المناسب وأهمية المسألة، بل المسؤولية تقع أيضًا على شبابنا المؤمنين ليقدموا برامج عملية، وحملات توعوية في سبيل دفع المجتمع لحل مشكلة عزوف الناس عن صلاة الجماعة في الفرائض اليومية،
ولا نغفل عن كون الخطاب الذي يواجه مشكلة أخرى وهي أنه يوجه غالبًا من خلال المساجد ومن يسمعه هم الملتزمون عادة بصلاة الجماعة، بينما المستهدف منه غائب عنه، بل لم يشارك منهم إلا القليل.
نعم، ثمة جهد مضاعف يجب أن يبذل للحصول على استطلاع كافة الآراء، والتوجهات لنخرج برأي المجتمع في تقييم مشكلة العزوف عن هذه الشعيرة الإسلامة المهمة، لكن “ما لا يدرك كله لا يترك كله”، وفي المشاركات الواصلة الخير والبركة والصلاح، ونحاول تحليل النتائج الواصلة لنتعرف على المشكلة، فمعرفتها هو الطريق السليم لاتخاذ الحلول المناسبة، ومن الله نستمد العون والتوفيق.
…. للحديث تتممة يتبع.