9 سنوات..و«المادة الملونة» مشكلة مزمنة بكورنيش سيهات

رصت (اليوم) ظهور مادة ملونة بكورنيش سيهات تكرر وجودها خلال السنوات الماضية، بداية من عام 2014م، وكانت تصبغ الساحل بعدة ألوان «الأصفر، أو الوردي، أو الأسود، أو الأبيض»، ولم تظهر الجهة المسببة لها، في حين أرجع بعض المهتمين السبب إلى الورش الصناعية التي تضخ أنابيبها بالساحل، أو أنها تأتي من قنوات تصريف مياه الأمطار.

فرق رقابية
وأكد مدير فرع المركز الوطني للرقابة الالتزام البيئي بالمنطقة الشرقية أحمد الخالدي، مباشرة عدد من فرق، ولجان الرقابة التابعة للمركز، الموقع بكورنيش سيهات يومي الجمعة، والسبت الماضيين، وتم أخذ عينات لتحليلها مع التقاط صور توضيحية للموقع، فيما تبين أن المياه الملونة خارجة من قنوات تصريف الأمطار، لافتًا إلى التواصل مباشرة مع الأمانة لتكوين لجنة لبحث ومعرفة أسباب الظاهرة المتكررة، والتي تعد جريمة بحق البيئة.

وبين أن الحادثة تحتاج إلى تضافر الجهود بين الجهات الحكومية، ليتم التوصل لأسبابها وعلاجها، وتجريم المخالف.

روائح كريهة
وذكر الناشط البيئي عبد الله آل شهاب، أن كورنيش الشاطئ بحي الكوثر في سيهات يعاني تكرارًا مزمنًا لتلون البحر، لافتًا إلى وجود مصبات تابعة لجهات معروفة، هي السبب في المياه الملوثة، والضارة بالبيئة بين فترة، وأخرى، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تظهر لمسافة كبيرة، وهو ما يتطلب إعادة النظر بالموقع وإعادة تهيئته، مضيفًا إن وجود الطريق الذي يربط الساحل بالمنتجع منع جريان المياه، وتجددها أثناء حدوث المد والجزر، مناشدًا بوضع عبارات لتسمح بمرور المياه، أو وضع أنابيب كبيرة حتى تسمح بالجريان؛ لأن المنطقة أصبحت مصدرًا للتلوث في ظل تجمع النفايات من أوراق، وعلب بلاستيكية، ومعدنية.

كاميرات حرارية
ودعا آل شهاب إلى تجديد اللوحات الموجودة على المصبات لمعرفة الجهات التي تتبعها، مبينًا أن عوامل المد، والجزر، والرياح المحملة بالرمال، وغيرها من عوامل الجو، أدت لمسح العلامات الموجودة على الأنابيب، كما طالب بوضع كاميرات حرارية تكشف أي اختراق في هذا الموقع الذي تتكرر فيه المخالفات؛ لرصد مرتكبي الجرائم البيئية.

اختلاف الصبغة
وأوضح الناشط البيئي والمهندس الكيميائي حسين الحجري، أن قصة الملوثات بالساحل ظهرت بكثافة في شهر مارس عام 2014م، وكان آخرها في شهر يوليو من العام 2021م، وتكررت الحادثة مع اختلاف لون الصبغة بين «الوردي، والأسود، والأحمر، والأبيض»، وتأتي في الأغلب من مصبات معروفة المصدر، لافتًا إلى نفي جهات حكومية في سنوات مضت أن يكون تلوين البحر بسببها، ما قلص جهات الاشتباه.

أضرار بيئية
وبين الحجري أن الإضرار بالبيئة في أي جزء من الساحل، يؤثر على الساحل والبحر أجمع، ونحن على يقين أن الجهات الحكومية، والمتخصصة لا يرضيها أي إضرار بالبيئة، فيحتاج الأمر تكاتف الجهات الحكومية أجمع، وكل جهة تتحمل مسؤوليتها، ليتم ضبط المخالفين؛ فكثير ما سمعنا أن الأمر لن يتكرر، ولكن الأمر يتجدد عشرات المرات وفي الموقع نفسه، مطالبًا بأخذ عينات من المصبات للتأكد من صلاحيتها.

وأعرب عن توقعه أن يكون مصدر المياه الملوثة الورش الصناعية أو مصارف الأمطار، مشددًا على أن الأمر يتطلب المتابعة، وكشف المتسبب، وتجريمه ومعاقبته، حتى لا تتكرر الجرائم البيئية في مجتمعاتنا.




error: المحتوي محمي