
من أيقن أنّ صاحب الباليْن كذّاب، فهو لم يرهُ بعد، فساعات يومه لا يلخّصها “بالان” فحسب، وعطاؤهُ لا يحصرهُ مجالًا واحدًا أو مكانًا وزمانًا، فهو ابنُ القديم، والحديث معًا.
أخذ من الماضي خبراته وحكمته؛ فكانت بداياته قبل 15عامًا تقريبًا في العلاج بالطب اليدوي الشعبي القطيفي فأبدعَ فيه وتمكّن.
زاول بعدها العلاج بالطب الانعكاسي رغبةً منهُ في علاج أحد أقاربه؛ فبحث، واطلع، وتعرّف على التداوي بالعلاج الانعكاسي في الطب الصيني، واكتشف بممارستهِ النتائج العلاجية المبهرة، فوثّق كتابيًا ما توصّل له، وأسس قناتهُ في اليوتيوب؛ لتكون مرجعًا لكل المهتمّين بمجاله.
وجاءت جائحة كورونا، فشغلت تفكيرهُ حاجة الناس إلى العلاج المنزلي، وكانت هذهِ الفترة دافعًا وفرصة غير مرصودة للمعالج، والمدرب الدولي الماستر منصور صالح آل علي لإطلاق مشروعهِ “بهجات الأمل” للمجففات المنزلية، والعلاج المنزلي؛ فأخلصَ وتفانى في مشروعهِ، وكأنّه الشيء الوحيد الذي يقوم به.
2000 مشترك
“بهجات الأمل” ما مغزى هذهِ التسمية؟ وما مجال هذا المشروع؟، عن «القطيف اليوم» اليوم لآل علي عن مشروعهِ، والبدايات التي أطلقتهُ قال: “الجائحة غيّرت الكثير في حياتنا؛ فأوجدت ما أوجدت وأزالت ما أزالت، ومن الجائحة بدأ مشروعي أيضًا؛ ففي فترتِها رأيتُ حاجة الناس إلى العلاج المنزلي سواءً أكان غذائيًا أو يدويًا؛ ففكرت: لم لا أجفف الأغذية؛ لأصنع منها دواءً ناجعًا لهم؟”.
وتابع: “أنشأتُ بعدها الجروبات الخاصة لوصف العلاج المنزلي المناسب على برنامج الواتساب، وكان العدد يتجاوز الـ 2000 مشترك، والحمد لله كانت النتائج مبهرة وتكاد لا تُصدق، وما زلت إلى الآن أزاول الإرشاد العلاجي الغذائي المنزلي”.
وأكمل: “كان اختيار تسمية المشروع “بهجات الأمل” اسم يطابق لفظه معناه؛ ففي نظري أنّ العلاج بالطب البديل كفيلٌ بأن يصنع بهجة عظيمة مفقودة لدى البعض من المرضى، وأمل في صحة وعافية”.
مجففات غذائية
تولّدت فكرة تجفيف بعض الأغدية والفواكه لدى آل علي المنحدر من قرية الجش بالقطيف خلال فترة الجائحة؛ مدفوعًا برغبتهِ الإنسانية المُلحّة في علاج، ومساعدة الناس بالعلاج المنزلي؛ فابتدأ بكل حماس مشروعهُ المنزلي الصغير، وبعد فتح المجال في الاستيراد رغب في تيسير، وتطوير عملهِ؛ فاشترى حينها جهازًا صغيرًا للتجفيف، لكنّه توسّع بعد ذلك؛ فاقتنى أجهزة كبيرة تخفف عليه العمل، وتزيدُ كمية إنتاجه.
الباميا واليقطين
تتنوع المجففات الغذائية في منتجاته من الثمار، والفواكه، وأبرزها ثمرة الباميا، واليقطين، والقرع الحلو والمُر، والخيار المُر، وفاكهة البرتقال، والأملج، وهو يسعى من خلال منتجاتهِ إلى الاستفادة من القيمة العلاجية منها أكثر من القيمة الغذائية؛ فهذه المجففات وسيلة علاجية ناجحة ومعروفة كان أجدادنا يتغلبون بها على العديد من الأمراض المزعجة؛ كاعتلال المعدة، واعتلال القولون، ويجري العمل لديهِ الآن على إنتاج منتوجات أخرى، وزيادة الأصناف المجففة بسبب إقبال الناس عليها.
عراقيل
لا يحتاج الإنتاج المحدود من المجففات مساحة كبيرة، فمساحة مكانية في غرفةٍ تفي بالغرض، ولكن كلما زاد الإنتاج تطلبت الحاجة أجهزة كبيرة لها، وأجهزة المجففات مرتفعة الثمن قليلًا، ولا تتوفر داخل السوق السعودي، وأجهزة التجفيف عمومًا لا تحتاج خبرة واسعة، فقط بعض المعلومات وطرق التجفيف، وتبقى الصعوبة الوحيدة، والمعوق هي عدم توفّر هذه الأجهزة، وصعوبة صيانتها.
ويختلف الوقت اللازم للتجفيف على حسب نوع الثمرة، ويتراوح ما بين الـ3 أيام إلى الـ7 أيام على حسب برودة الجو، ورطوبة المجفف.
تعلّموا
يحثّ آل علي الشباب على الولوج في هذا المجال الممتع على حد وصفهِ؛ فالمسألة لا صعوبة بها، وتعتمد فقط على تحويل الأغذية، والثمار من الرطوبة للتجفيف، وهي من طرق العلاج القيمة التي اندثرت، في حين كان أجدادنا يستخدمونها لعلاج العديد من الأمراض، وهناك المئات من التجارب الناجحة بهذا النوع من العلاج تواصلت معهُ بعد استخدامها، وأفادتهُ باستفادتها، وخاصة فيما يخص أمراض الجهاز الهضمي، وقد يعتقد البعض عزوف الناس عن العلاجات التقليدية، وخاصة في هذا العصر، لكن آل علي يرى العكس تمامًا؛ ففي كل سنة يزداد الإقبال أكثر وأكثر، ويلقى كلّ التشجيع، والحماس.
تجارة إلكترونية
عمل آل علي سائقًا لفترةٍ في حياته، لكنّه الآن يعمل مُعالجًا، ومدربًا دوليًا معتمدًا في الطب الانعكاسي، ويدير كذلك متجرهُ الإلكتروني “بهجات الأمل للأغذية المجففة والزيوت الطبيعية”، ويسعى باحثًا في ذات الوقت عن مستثمر جيّد يضع يده بيده لفتح مصنع للتصنيف، وتحويل الأغذية؛ فالقطيف كما يراها بها خيرات كثيرة، وللأسف في بعض المواسم يتلف بعض الخضار بسبب تشبُّع السوق.
الطب الصيني الانعكاسي
يهتم آل علي بالطب الصيني الانعكاسي؛ فهو معالجٌ يدوي بالطب القطيفي الشعبي والصيني الانعكاسي (الرفكلسلوجي)، وهذا العلاج هو الأبرز في العلاجات اليدوية في الصين، ويُسمى “العلاج النقطي”، وتعني نقاط معينة في الجسم يتم الضغط عليها؛ لتحفيز الدماغ لعلاج أجهزة الجسم، وقد تعلّم هذا العلاج، وتدرّب عليه مع كونهِ نادرًا، بل ويكاد أن يكون منعدمَ التدريب بهذه التقنية في الخليج؛ فأصبحَ خبيرًا في علم المنعكسات، ووثّق كذلك جميع النتائج العلاجية المبهرة في هذا العلاج كتابيًا، ومرئيًا عبر قناتهِ في اليوتيوب، وقدّم العديد من الدورات، والورش التدريبية في هذا العلم داخل المملكة، وخارجها.
ورقيات
شارك ابنُ الجش في مهرجانات المحافظة، وعرض منتجاتهِ من خلالها، فهذهِ المشاركة الثالثة له في مهرجان البراحة 3، كما كان أحد المشاركين في مهرجان الطفل العالمي” بحلة محيش”، ومهرجان “الخضار والورقيات والزرعة العضوية” المُقام بالقرب من كورنيش القطيف.
جارٍ الكتابة
على الرغم من كثرة مشاغلهِ، وما يملأ باله، وزخم وقته، إلا إن آل علي يعمل ُفي الوقت الحالي على إصدار كتاب للعلاج البديل الأصيل يتضمن؛ خلاصة تجاربه، وهذهِ التجربة الكتابية ليست الأولى له، فقد ألّف قبل سنوات كتابه “حبيبات ترابية”، وتناول من خلالهِ المرأة من خلقها إلى لحدها، واستعانَ فيه بـ 50 مصدرًا موثوقًا، واستقطعَ من عمرهِ 5سنوات للانتهاء منه.