عندما نرغب باستنطاق الحروف لنكتب عن القيم النبيلة لفرد له أثر في مجتمعنا؛ فحتمًا ستعجز الحروف عن تكوين الكلمات المعبرة، والصادقه لهولاء الأشخاص؛ لأنهم كفاءات إيمانية يجيدون نكران الذات بالعمل الخالص لوجه الله تعالى، ويتقنون فنونه، ويبذلون كل ما يملكون من وقت، ومال، وخبرة لإسعاد من حولهم من يعملون أو يتعاملون معهم.
فمن المؤكد عندما يكون العمل نقيًا صافيًا بعيدًا عن الشوائب، والمصالح الدنيوية بجميع أشكالها حينها يكون خالصًا لوجه الله تعالى، وهدفه الأسمى ابتغاء مرضاة الله، واكتساب الأجر، والمثوبة؛ فبإذن الله سيتحقق الإخلاص تلقائيًا دون الاكتراث بمديح أو ذم الناس بالنقد المقصود لإرضاء البشر.
إذا كان تكوين الفرد الداخلي مبنيًا ومؤسسًا بشكل صحيح هادف للغاية التي من أجلها يعمل؛ فان النتيجة حتمًا ستكون حسن تعاملاته، وقبول الآخر له، فالبركة ستصفي عمله، وستنقيه لصفاء سره، وسريرته بصدقه، وبساطة تعامله دون تكلف وغرور، حينها يكون الشخص قادرًا على تخطي الصعاب، وتحقيق جميع أهدافه بالوصول إلى النجاح المطلوب، وعدم الاغترار بما تحقق، والتزامه بالتواضع، والمساواة بين من يسعى لخدمتهم دون تمييز أو انتقائية في التعامل في من يقصده لخدمة اجتماعيه ذات بعد إنساني أو روحي متصلًا بالله أو بأهل البيت عليهم السلام؛ فإن ذلك يساعده على تحقيق أكثر، وأكثر معززًا نجاحه في حياته المهنية بنجاح موازٍ له في حياته الاجتماعية؛ ليكتمل العقد، ويتزين به الشخص الناجح حقًا؛ فالتحلي بالصفات الحميدة تقوي شخصيته، وتخلق منه قبولًا لدى المجتمع مبتعدًا عن الشوائب في العمل الذي يضعف من قوة حضوره، وعلاقته الاجتماعية المؤثرة في مسيرة حياته، حيث لا يجتمع النقيضين بين من يخلص العمل، وبين المتملق مثلًا الذي يفقد الشخص هيبته، وقدرته على ضبط النفس لإنشاء علاقة متوازنة مع الآخر، وكذلك الذي يغلبه هواه، ويسير وراء الشهرة أو الرياء في العمل دون مراعاة الأسس الحقيقية للصفات الإنسانية.
كن كما أنت لا تتصنع الصفات غير المتطابقة مع ذاتك الداخلية؛ فمهما قاومت حتى تكون شخصيتك مختلفة، لن تستطيع إلا أن تكون كما أنت، حافظ على ما تتحلى به من صفات استثنائية مختلفة، ومتميزة تكونت عبر الزمن بأنماطها السلوكية المختلفة القادرة على التعامل مع الآخر بشكل إيجابي، معتمدًا على مجريات، وأحداث الأزمان، والحوادث التي عشناها وتعلمنا من تجاربها.
نأمل أن نكون جادين، ومخلصين نستطيع أن ننجز أعمالًا مؤثرة في مجتمعنا محققة الأهداف التي نرغب الوصول إليها بتوفيق من رب العالمين.