الإيثار
هو تفضيل الغير على النفس، وتقديم مصلحته على المصلحه الذاتية، وهو أعلى درجات السخاء، وأكمل أنواع الجود.
التضحية
يقال ضحى بنفسه أو بعمله أو بماله أي بذله، وتبرع به دون مقابل، وهو بذل النفس أو الوقت أو المال لأجل غاية أسمى، ولأجل هدف أرجى مع احتساب الأجر، والثواب من عند الله سبحانه، وتعالى.
العطاء
هو أن تعطي ما يرغب الناس بأخذه من احتياجاتهم، وهي صفة تجسد الكرم، والجود.
والأخوة كلمة جميلة، وهي صلة التضامن، والمودة، والتعاون، والحب، والوفاء، والإخلاص، والثقة، والصدق.
ورابطة الأخوة رابطة لا مثيل لها، وذات أثر عميق.
وهنيئًا للأخوة المترابطين المتفاهمين المحبين لبعضهم البعض لم تفرقهم المشاكل أو ظروف الحياة.
سمعنا، وقرأنا عن قصص التبرع بالكلى، فابن يتبرع لوالده، وأخ يتبرع لأخته، أو أخ يتبرع لأخيه في أبهى صور الإيثار، والتضحية، والعطاء.
لقد ازدادت الأمراض بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وخصوصًا الفشل الكلوي؛ فعندما يتقدم مرض الكلى المزمن إلى المرحلة النهائية يسمى الفشل الكلوي، وفي هذه الحالة هناك نوعان من العلاج، الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.
الهدف من العلاج هو جعل المريض في حالة صحية جيدة؛ ليكون قادرًا على الاستمرار في الأنشطة اليومية، وممارسة حياته الطبيعية.
إن عملية غسيل الكلى تستغرق ساعات طويلة حيث يتم فيها إزالة الفضلات، والسوائل الزائدة في الجسم، وهي عملية متعبة للإنسان، ويحتاج خلالها الكثير من الصبر على الألم.
لا زالت الدنيا بخير، والحمد لله؛ ففيها أناس طيبين خيرين مضحين حيث يتبرع الابن لوالده أو لوالدته أو لأخيه أو لأخته، والبنت كذلك، وحتى التبرع لخارج العائلة للقريب والصديق أو لأشخاص لا يعرفونهم قربى لوجه الله تعالى، وإنقاذًا لمصاب بالفشل الكلوي.
لقد كتبت مقالًا في كتابي الكلمة الطيبة صفحة 199- 200عن تبرع الشاب أحمد سعيد آل طلاق لوالده المؤمن الخير الحاج سعيد، وكان أروع أمثلة العطاء، والتضحية والإيثار.
ومن أمثلة التضحية، والإيثار كذلك تبرع الشاب علي حسين الحصار بإحدى كليتيه لوالده الحاج حسين، وكذلك تبرع الشاب محمد بن الشيخ عبد العزيز الجبيلي بإحدى كليتيه لأخته قبل أيام.
وهذا اليوم الخميس السابع من شهر شعبان سنة 1443هجرية الموافق 10 مارس 2022 ميلادي في بادرة إنسانية جميلة جسدها لنا ابن الخال يوسف بن المرحوم أحمد الحايك حيث تبرع لأخيه محمد بإحدى كليتيه، مجسدًا أرقى معاني التضحية، والإيثار، والعطاء بين الأخوين.
وهذا من أروع أمثلة الترابط، والأخوة والتآخي والتآلف، والحب والعطاء دون تردد كما فعل يوسف وأعطى إحدى كليتيه لأخيه محمد بن المرحوم أحمد الحايك أبو إدريس
الذي أعطانا، وعلمنا أروع قصص الإيثار والتضحية، والعطاء؛ فقد سارع لإعطاء قطعة من جسده لأخيه فسارع بإجراء الفحوصات اللازمة لذلك، وعند توافق الطرفين تم أخذ القرار بكل أريحية، وحب، وفرح لإنقاذ أخيه من معاناة الغسيل، والألم، وتسريع إجراء العملية بأسرع وقت وعدم التأخير لذلك.
وتمت العملية، والحمد والشكر لله بنجاح والجميع بخير، وصحة، وسلامة، وعافية.
إن الحياة تعلمنا كيف يكون الإيثار، والتضحية، والعطاء من قبل الأبطال يوسف الحايك، وأحمد آل طلاق، وعلي الحصار، ومحمد الجبيلي؛ لمن يحبون دون تردد أو خوف.
ولعلنا نوجه للمجتمع كلمة: من لديه شخص عزيز فلا يتردد أبدًا بأن ينقذه من عذاب الغسيل، والألم الذي قد يطول لسنوات طويلة؛ وليبادر بالتبرع له بإحدى كليتيه لإنقاذه، سواء أكان أباه أو أمه أو أخاه أو أخته أو قريبه أو صديقه أو حتى شخص لا يعرفه؛ فمن أنقذ حياة شخص له الأجر، والثواب الكبير من الله سبحانه وتعالى.
وفق الله الجميع للخير، وعمل الخير يا رب العالمين