انخراط الخرز!

قد تقودنا بعض التجارب إلى اكتشاف ماهيات جديدة في التعامل مع الجنس الآخر.

أحيانًا تكون منظومة الأفكار لدينا كعقد من الخرز معقودة خرزاته في خيط رفيع مما يعني هذا الحذر في كيفية إدارتها حتى لا تغدو إلى شتات لكن بعض الحجارة تُرمى فينخرط العقد ويتناثر الخرز ويعود جمعه إلى شتات.

غول بشري قطع الطريق من شارع فرعي واقترب من السيارة وأخذ في الصراخ بصوت عالٍ كأنه رعد يدوي تخلل زجاج السيارة لينفذ إلى طبلة الأذن ويهشمها، فكان وقع تلك الموجات الصوتية كوابل الحجارة اخترقت تلك المسافة التي تفصل بين السيارتين المتعارضتين في وسط الطريق، فزفرات الغضب التي تقدح من تلك العينين المحمراوتين كأنها ألسنة اللهب تراها امتدت من بُعد مسافة الاقتراب من منطقة تكاد تؤدي إلى تصادم، في حين تكون أنت ضحية، تتنازل وترجع إلى الوراء ليمر الغول وتمضي في طريقك بسلام بينما الغول وجد من هو أقوى منه ليرجعه إلى نعامة تدس رأسها في الرمل، تعلم أصول القيادة أولًا، ليس لك أحقية العبور لا تفرد عضلاتك، تجربة تُعلّمنا أنماطًا مختلفة من سلوكيات تقابلنا يوميًا قد تكون في بداية يومنا نصادفها في أثناء الذهاب إلى الدوام فتعكر مزاجنا أو عند عودتنا بعد يوم متعب وشاق من العمل لتزيد من الضغوطات اليومية.

مثل هذه المواقف ربما تكون عادية وتحدث في كل ثانية ودقيقة في الطريق لكن بالنسبة للجنس الناعم كارثة تقوم القيامة وتتجمع السحب السوداء وتنهمر الأمطار الغزيرة، لكن في النهاية هذه المواقف تتطلب الصبر والحُلم والتجلد والعقلانية فالطريق شاق والرحلة تحتاج إلى زاد، فتجاربنا محكات نتعلم منها الاستمراية وكيفية التجاوز والانتقال بكل سلاسة، وعدم وضع النقطة للتوقف و الانتهاء مهما كانت الصعوبات، فمسيرة التحدي وإثبات الذات والقدرة على مواصلة الطريق عناصر ثبوتية.



error: المحتوي محمي