ارسمْ صورًا إبداعية لا يراها الناس!!

مطلب يثير حالة الاستغراب عند الكثيرين؛ لأن جمالية الصور، وإبداعها تظهر في أعين من رآها، خصوصًا أن الرسم موهبة فريدة تميز بها رسامون محترفون عن غيرهم، لكن:

هل بمقدور كل إنسان أن يرسم صورًا إبداعية، وإن لم يكن رسامًا في يوم من الأيام؟!.

كم رسامًا محترفًا يقبل أن يرسم صورًا لا يراها الآخرون؟!.

كيف يمكن أن يُعجب الناس بصور لم يروها، ولم يعرفوا راسمها؟!.

ولكي يكون المطلب أكثر وضوحًا؛ فالتعاملات البشرية، هي في حقيقتها صور متنوعة يرسمها كل شخص عن نفسه في عيون الآخرين.

فحينما يتعامل الإنسان بمستوى عالٍ من الخلق، والإحسان فهو يرسم صورًا جميلة عنه في عيون غيره، والعكس صحيح.

لكن، هناك صور مخفية لا يراها الآخرون عن الإنسان قد تكون حسنة أو سيئة.

لكن الإبداع الحقيقي الذي نقصده في حديثنا، هو قدرة الإنسان على رسم صور إيجابية داخل نفسه تجاه الآخرين، وليس شرطًا أن يروها؛ لأن إبداعها يكمن بإخفائها!.

هل فكرت أن ترسم صورة دعاء في سماء ليلة مظلمة لمن أساء إليك؟!.

هل فكرت أن ترسم صورة جميلة في قلبك لمن لم يرد السلام عليك؟.

هل فكرت في رسم صورة تواصل مع إنسان لا يعتقد أنك تذكره بخير ؟!.

هل فكرت في رسم صورة إحسان لإنسان أفضل من صورة إحسانه إليك؟!.

هل فكرت … هل فكرت … هل فكرت .!!.

إنها صور خيالية، وضرب من ضروب الخيال عند كثير من البشر الذين لا يتقنون إلا رسم صور الماديات، والمصالح!.

لكن بمقدور أي إنسان أن يحاول كي يصبح رسامًا محترفًا، يرسم صورًا إبداعية مخفية عن الناس بشرط قدرته على تهذيب نفسه، والسعي لنيل مرضاة الله، والنبي محمد، وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

ومن تلك الصور الجمالية هي الصورة التي رسمها الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة كي يسعى كل إنسان لرسمها في حياته، فقال: (وفي نفسي فذللني، وفي أعين الناس فعظمني).

ولعل أجمل ما في هذا المطلب أن جزءًا من تلك الصور تظهر للناس بعد موت راسمها.

لكن المفاجأة الحقيقية أن يُظهر الله جمالية تلك الصور الإبداعية يوم القيامة ويشير إلى راسمها المتخفي بين الخلائق.



error: المحتوي محمي