أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ ويَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ

معلمي، الطلاب الأعزاء. يستند عرضي التقديمي اليوم من العبارة السابقة المأخوذة عن الإمام علي ابن أبي طالب والتي تدعوا لاتخاذ قدوة.

إن الطبيعية الإنسانية لدى كل فرد مبنية على التعلم والاكتساب، فشخصية الإنسان لا تكتمل وتتكامل إلا من خلال تعايشه مع مجتمعه على كافة الأصعدة، وعن طريق هذا التعايش يختار الصفات التي تعجبه من الشخصيات التي تعايش معها، وحتى لو كانت خيالية أو لم يلتق بها أبدًا؛ وذلك بسبب تأثره وتأثيره، وأخذه وإعطائه.

وإن وجود قدوة لدى كل فرد لهو شيء محمود، فالإنسان مجبول على الجمال، فإذا أعجب بتسريحة، أو لباس، أو فعل، أو غيرها من الأمور، فمن الطبيعي أنه سيحاول تقليدها، ليكون في نفس هذا الموقف. وحتى الشرع المقدس وضع مسألة التقليد ضرورة لكمال الدين؛ وذلك بدعوته لتقليد الأعلم وفق شروط وأحكام قد وضعها.

وقد ذكر في كتاب الله الكريم دعوة للسير على نهج الصالحين من الأنبياء والصديقين في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ فالقدوة هي أن تتخذ الشخص المُقتدى به مثالًا لسلوك ومنهج الحياة.

وهنا البعض يقتدي بالسيد الصدر، وآخر يقتدي بستيڤ جوبز، وذاك يقتدي بليونيل ميسي. هذا الأمر لهو أمر حسن، وعلى الرغم من أننا نقتدي بخاتم الأنبياء محمد (ص) ولم نره؛ إلا أنه هو أعلى قائمة القدوات، فحري بنا حين يشكل عليّنا أمر ما، بخصوص زماننا أن نقتدي بشخص معاصر، أو محتك بنا، ليشكل ذلك قراراتنا المصيبة، ويبني شخصياتنا الإنسانية.

يمكن ذلك من خلال تحديد لكل جانب شخص نقتدي به فيه، مثلا ذكرنا ستيڤ جوبز وطبقًا للوصف فبالإمكان الاقتداء به من جانب النجاح، أو الجانب الرياضي مثلاً بليونيل ميسي وهكذا، لتكون من كل شخصية صفة لتبنى في النهاية الشخصية الخاصة بنا.

أخيرًا، ديننا الإسلامي يحث القريب والبعيد على أن يكونوا قدوة للناس بأعمالهم قبل أقوالهم، من خلال قول الإمام الصادق: “كونوا دعاة بغير ألسنتكم” ليروا منكم النجاح، والتفوق، والتميز، والتوفيق والذي يكون كالدعاية. السؤال هو: من هو قدوتك في حياتك؟

هذه المقالة مأخوذة من عرض تقديمي تم تقديمه في الكلية:
27 رجب 1443هـ.


مراجع:
(١) سورة الانعام آية: (90).
(٢) نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج 3 – الصفحة 70
(٣) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 4 – الصفحة 3602



error: المحتوي محمي