ضفاف النبوغ

يشدو النبوغُ و تحتفي آياتُهُ
و تضيىءُ في وعدِ الرؤى شمعاتُهُ

في مقلتيهِ من الصفاءِ لآلئٌ
و مع الندى تشتاقُها صدفاتُه

تسقي أمانيه الطموحةَ ديمةٌ
ريّانةً جادتْ بها شغفاتُه

أصفته حجَ الاجتهادِ فنسكُهُ
متأملٌ حنّتْ له عرفاتُه

ما أحرمَ السعي الدؤوبُ بقلبِه
إلا تهادتْ في الطوافِ سماتُه

راحت تطرزُ للعلومِ وفاءَهَا
من زمزمٍ حتى ارتوَتْ شتلاتُه

ما راعَها وقعُ التحدي كلما
موجُ الصعابِ توغلت أزماتُه

ما الصبرُ يسديها لبابةَ عهدِه
إلا توضأَ بالأناةِ ثباتُه

فإذا الشراعُ يرفّ في إنجازها
أملا تتيهُ على الضفافِ هباتُه

والجارُوديةُ تنتشي في حفلِها
بعرائسٍ ريحانُها صلواتُه

فكأنها حضنُ الحنانِ إذا هفا
بالأمنياتِ تبسمتْ زهـراتُه

و كأنها الشطآنُ تُهدي جيلَها
درّا تصابتْ في العلا حباتُه

بمهارةٍ تبني النوارسُ عشَها
إتقانُها تسمــو به عزماتُه

قصبُ السباقِ سخيةٌ نِحلاتُه
عزّتْ و سادتْ في الورى صهواتُه

وعي التنافسِ قبسةٌ شرفيةٌ
تزهـو بأنوارِ النهى درجاتُه

والمجدُ فيها يكتسي حـللَ المنى
تغفو بأحـداقِ المدى غاياتُه

و فصولُه تحكي غراسَ تفوقٍ
و مدادُها تزكـــو بــه شرفاتُه

يا أيها المغنى الوفي أداؤه
و بعزمِـهِ تدنو لـه ثمراتُه

ما أشرقَ الحفلُ البهيُ نضارةً
إلا تداعتْ بالمنى وجناتُه

و تكحلَ الجارودُ منها صبابةً
و لفخرِها قـد أينعتْ كَرْمـاتُـه

مشغوفةً ترجو الريادة َ بالتقى
كي تفتدي بالمكرماتِ فتاتـُه

ما هيأت خَصْلاتِها لحفاوةٍ
إلا تباهتْ بالجنى نخلاتُه

عنقودُهَا الضافي نمـيرُ كفاءةٍ
في شهدِهِ ماست له سعفاتُه

أكرمْ بركبٍ للتفوقِ يرتقي
حُلمًا ترفـلَ بالفخار بناتُه

أصغت عنادلُه لبوحِ تفوقٍ
و ترنمتْ بالمنجِزَات قناتُه

فإذا الأزاهيرُ الندية ضوعت
أشداءها و تلألأت نجماتُه

و تولتِ الآمالُ سقيا مهجةٍ
وثابةٍ جادتْ بها نفحاتُه

أرخت إليه بالودادِ خوافقًا
حتى توافتْ بالنجاحِ دواتــُـه

يبني لها التحفيزُ صرحًا شامخًا
فـتعززتْ بطماحِها لبناتُه

و يضمُهَا الدعمُ السخيُ بوجـدِهِ
كي تستهيمَ بجـدِهـا ساعاتُه

مرحى قناديلَ التفوقِ و السنا
زفت بشاطئ حفلِكم داناتُه

بوركتمُ جيلَ العطاءِ و بوركَ
إبداعُكم و تبتلتْ طمحاتُه


error: المحتوي محمي