لعطاءاته الاجتماعية والعلمية.. القطيف تكرّم السيد السلمان

احتفت القطيف مساء الثلاثاء 21 رجب 1443، وسط حضور لافت، بتكريم العلامة السيد علي السلمان في المناسبة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي وشارك فيها عدد من علماء الدين والمثقفين والأدباء بكلمات وقصائد شعرية.

ويأتي هذا الحفل التكريمي للعلامة السلمان نظير ما قدمه من دعم وجهد في المجال العلمي ورعاية وتطوير الحوزة العلمية في الأحساء ودوره في تعزيز التعايش المجتمعي، ودعمه لإنشاء مركز الفحص الأولي المبكر للسرطان بالقطيف، ولأنه يعد من أبرز الشخصيات الدينية الفاعلة في المجتمع.

وافتتح الحفل بكلمة المشرف على منتدى الثلاثاء الثقافي جعفر الشايب الذي عبر عن امتنانه للسيد السلمان كعلم من أعلام المنطقة والوطن يفيض علمًا، وعطاء، وتسامحًا، وتواضعًا، واصفًا إياه بأنه شخصية بارزة عرف عنها البذل والعطاء، وامتلاك صفات التسامح ومواجهة التحديات بصبر وتؤدة، وحكمة وبصيرة.

وأشار في كلمته إلى يوم التأسيس باعتباره مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية واستذكار تأسيسها منذ أكثر من ثلاثة قرون، مهنئًا القيادة وجميع أبناء الوطن بهذه المناسبة.

وأوضح أن المنتدى كرّم طوال مواسمه الـ21 السابقة 19 شخصية وطنية من مختلف مناطق المملكة، قدمت مبادرات ناجزة وتجارب ثرية في مجالات مختلفة كالفكر والثقافة، والأدب، وخدمة المجتمع، والتاريخ، والفنون.

وألقى السيد هاشم السلمان الأمين العام للحوزة العلمية في الأحساء كلمة استعرض خلالها الدور العلمي الذي تميز به العلامة السلمان منذ أن كان طالبًا في كلية الفقه بالنجف وانتقاله لاحقًا إلى الأحساء حيث عمد إلى تطوير ورعاية الحوزة العلمية هناك والتي تحسن دورها بشكل كبير مستعرضًا أبرز التحولات فيها، وكذلك اهتمامه برعاية أبناء المجتمع في الدمام والمنطقة بشكل عام.

واستعرض الدكتور رياض الموسى رئيس شبكة القطيف الصحية تجربة الشراكة المجتمعية مع العلامة السلمان في دعمه لبناء عدة مراكز صحية للفحص المبكر عن الأورام وعيادات الطب الوقائي ومركز تدريبي لطب الأسرة ومركز للتبرع بالدم، واصفًا إياه بأنه يتميز بسهولة المعاملة وروح المبادرة والتواضع.

وتحدث الإعلامي وعضو مجلس الشورى السابق محمد رضا نصر الله عن الخلفية العلمية التي انطلق منها العلامة السلمان في دراسته للفلسفة في النجف والبيئة الفكرية التي كانت سائدة في زمانه، مؤكدًا أنه انطلق كاسرًا طوق العزلة بين عالم الدين والشأن العام، معالجًا قضايا المجتمع ومتطلباته بحكمة عرفانية وبصيرة سياسية.

وأضاف أن العلامة السلمان دأب من قبل ومن بعد، على رعاية المشروعات الخيرية وتشجيع رعاتها، متوسطًا بذلك العلاقة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، بمبادرات مؤسساتية ماثلة أمام الأنظار، مطالبًا القائمين على المؤسسات الدينية باتخاذه نموذجًا للعمل المتميز.

وأشاد الشيخ حسن الصفار في كلمته التي ألقاها بشخصية السيد السلمان، مشيرًا إلى أن سيرة العلامة السلمان تمثل تجربة ثرية في مجال القيادة الدينية الاجتماعية، وأنها من أثرى التجارب المعاصرة خاصة على مستوى مجتمعات المنطقة.

ودعا إلى قراءة هذه التجربة وفحصها لتكون أنموذجًا يقتدى به لاستلهام الدروس والعبر للجيل الحاضر والأجيال اللاحقة.

وذكر الشيخ الصفار بعضًا من تجربته الشخصية مع العلامة السيد علي السلمان، مشيرًا إلى أنه ظل مهتمًا بالتواصل مع أمارة المنطقة ومسؤولي الدولة تعزيزًا للولاء الوطني، وتأكيدًا على نهج الانفتاح والوحدة.

بدوره، ألقى الأديب الشاعر جاسم الصحيح قصيدة تفاعل معه الحضور والسيد السلمان كثيرًا.

وفي ختام الحفل شكر العلامة السلمان منظمي الحفل والحضور على مشاركتهم، ودعا بدوام الأمن والسلام في وطننا، مثنيًا على دور القيادة السعودية في بناء التنمية والحفاظ على الأمن.




error: المحتوي محمي