في محكمة الحب

يوم مميز لانه آخر يوم في العمل و لذلك يطلق الكثيرون عليه الخميس الأنيس لانه يؤنس وحشتهم بليلته المباركة و يكون محطة راحتهم الاسبوعية بعد عناء العمل ، و قد اطل علينا بتاريخ أكثر تميزاً برقم لطالما استفز كل خلايا عقلي في تفرده و جماله و غموض الرقم المقدس لدى الذات الإلهية العظمى ، و قد أضيف لهذا اليوم فرحة تأخرت عن باقي الأشهر أكثر من أسبوعين و هي فرحة العامل باجره ، لذا سوف يكون هذا اليوم مخلداً تاريخياً بما تميز به من أحداث لن تنسى من ذاكرة كل من انتظر هذا اليوم

قمة جمال هذا اليوم أنه ذكرى عيد ميلاد روحاً جميلة لذا فقد تزامنت فرحتي بهذه المناسبة بكل ماهو رائع و في قمة الذوق الإنساني و لأن المسافات تفصلنا فسيكون مقالي هذا هديتي إلى من كانت له المناسبة
كل عام و انت الحب .كل عام سأكون إليك لأنك لي و ستكون مني لأنني منك و انت انا لأنني انت.

صباحك حلمي الذي رأيتك فيه شعاعاً أضفى بريقاً على حياتي بوهج مشاعره الجميلة و ضياء روحه المحلقة في فضاء من العفاف و النقاء الإنساني الذي أصبح من الندرة بمكان في زمن شحيح بمثل هذه القلوب الطيبة ..

تتقاذفني رماح تساؤلاتك و قسوة حدة اجاباتها فمجرد مرور طيفك الهادئ أمام ناظري يشعرني بسعادة غامرة لو وهبت جزء يسيراً منها لقلوب عبثت بها التعاسة لأحالت حزنها فرحاً و حبوراً

يا سيد الكلمة التي تصنع فرقاً شاسعاً بين الظلمة و النور ، أيها العبير الذي يتغلغل بين مسام جسدي فيشعرني بانتهاء عهد احزاني الغابرة و حلول عصري الذهبي الذي توجت فيه ملكة لجمال الكون بكل رحابة فضاءاته و تلون و تنوع جمال نساءه .

لطالما أحدثت كلماتك ثورة في أعماقي لأنها تغمرني بنشوة لذيذة لا قبل لي بها مذ عرفت كل أبجديات لغة الحب و حلو الكلام الذي يربط بين قلبين ما خلقا الا ليكونا معا و ما ائتلفت روحيهما إلا ليكونا روحاً واحدة تنصهر في بوتقة الحب الحقيقي فتشكل هيمنة جمال الروح على كل أنواع الجمال الذي خلقه الله فكيف إذا اجتمعت كل أشكال الجمال في المظهر و الجوهر و الحس و الفكر فسبحان من أسبغ عليك كل تلك النعم الظاهرة و الباطنة و جعلني أهمها لديك و مصدر سعادتك و منبع بهجة قلبك الرحب الذي وسع كل الدنيا.

ذلك الأريج الذي ملأ روحك حتى فقدت الشعور ببقية حواسك الست و ملأت رئتيك حباً و ليس عطرا يضوع بين جنبات قلبك أشعرني بطغيان أنوثتي و تسلط جمالي على عقلك و روحك و كان صمام الأمان في تلك الرحلة التي بدت لي كأنها ثوان تتسارع عجلى كي تطمأني لنهاية سعيدة أصبحت أعظم انتصاراتي في ملحمة الحس الافلاطوني الذي لم ينتهي ليصبح أجمل ذكرى بل تألق كبدر أنار ليل عمري الموحش بلا حضورك ً .

أصبح عمري هو زمن حضورك ، و غيابك هو اللاشعور ، هو توقف الزمن . أصبحت عقارب الساعة في غيابك سياط جلاد تتسارع في جلًدي و أصبحت الحياة هي وجودك و رحيلك هو التصحر و الجدب.
سيدي : آن لشمسك أن تشرق من جديد لتضفي سعادة تغمر كل اعماقي بدفئها الذي افتقده طويلاً و نورها الذي لا ظلمة بعده.

اليوم و في محكمة العشق السرمدي البقاء سأكون انا المدعي و انت المتهم و سوف تنطق المحكمة بحكمها العادل عليك و لا يمكنك الاستئناف و لن تشفع لك كل كلماتك السحرية في تغيير الحكم فجرمك هو السطو المتيم على حرم قلبي و استعمار مدينتي الفاضلة التي لا يمكن أن يطأ أرضها إلا من وعى حجم قداستها و لذا فقد حكمت المحكمة غيابياً لا حضورياً و بسلطة الحب المقدس على المتهم المحمود جرمه المفهوم دافعه بالسجن مدى الحياة في قلبي و الاقامة الدائمة خلف أسوار قلعة الشوق التي نجح في السيطرة على ملكتها.

رفعت الجلسة


error: المحتوي محمي