عشقُ الوصي

ذاكراً أميرَ المؤمنين بلسانِ أحد عاشقيه صلواتُ الله وسلامُه عليه..

لــي ألــف أغـنـيةٍ نـشـوى وأغـنـيةُ..
أغـصانُها دوحـةٌ فـي الـعشقِ مونقَةُ..

والـشمسُ فـي كـهفي الهيمان طالعةٌ..
بـكلِّ مـا شـع فـي الإصـباحِ مُـشرِقة..

والــبـدرُ يـفـتـرّ مــسـروراً ومـنـتشياً
إن زارنـي الـوحيُ، والأشعارُ راقصةُ..

ولــي مــن الـحُـبِّ أعـشـاشٌ -أزيـنها
بـكـل مــا نـسجت كـفي- وصـومعةُ..

تـهـفـو الـبـلابلُ تـشـدو فــي أَكـنـتها
فـتـستكين؛ فـعندي الـرَوْحُ والـدِعَة..

هــذي الـعـنادلُ فــي روحـي مـغردةٌ
نـشـوى سُـكـارى ولـكـن مَـا لـها سِـنةُ

ولــم تـبارحْ بـصدري هـمهماتُ هـوىً
فـالـشـعـرُ راويـــةٌ والــبـوحُ قـافـيـةُ

تـسعى الـحروفُ يـتيماتٍ إلـى لـغتي
فـيـأتلفنَ وتـسـمو فــي الـهوى الـلّغَة

والــنـايُ يــرقـصُ والـمِـزمَارُ يُـطـرِبُه
والـكـأسُ تُـسـكرُها مـن رشَـفها شَـفَةُ

دعــوا الـعذارى فـلا شـغلي بـهن وإن
مـاسَ الـهوى والـسنا والـبشر والسِمة

فـلـست اطــربُ فــي الـدنيا بـفاتنةٍ..
لا الـغـيد تـطـربني لا الـثغرُ لا الـشَفَةُ

وهــن يـقْـطِفن أغـلـى مــا أجـودُ بـه
مــن كـل سـحرٍ وفـاضت هـذه الـهِبَةُ

قـلـبي غـديـرٌ ومــاءُ الـحُسنِ أسـكرَهُ
والـسَـاقياتُ إلــى الـعُـشْاقِ مـشْـرَعَةُ

تـقـولُ بـالـغتَ فــي حُــبٍّ وتَـكـرُمَةٍ؛
لا حَـــدّ لـلـحبِّ والأحــلامُ مـتـرعةُ..

هـاكِ انـظري لـمَعانَ الـنورِ فـي بصري
فـهـل تـرين امـتدادَ الـنورِ يـا امـرأةُ..

الـحـبُ يـعـشق أن يـسـري بـأوردتي
وعــطـرُه تـقـتـفيهِ بـالـشَذى الـرِئَـةُ..

والـبـحر يـكـنزُ مـا أخـفيه مـن ولَـهٍ..
والـمـوج يـبـديه والأنـسـامُ هـامسةُ..

تـهوى الـنوارس في الإصباحِ صاريتي
فـنـبض قـلـبي لـهـا بـالـشدو دنـدنةُ..

والـنخل تـروي مـع الأسـحارِ أخيلتي
فــالافـقُ مـنـتـعشٌ والأرضُ طـيـبَةُ..

وكـيـف لا اتـسـامى فــي الـهوى وانـا
مـذ كـنت طفلا فلي في الحب تجربة

أنَّــى اتـجـهتُ فـمـحبوبي لــه شُـعلٌ
مــــن الـكـمـالِ فـآفـاقـي مُـحـلِـقَةُ..

هذا اسمه العذب يسري وسط اوردتي
حــروفـه لـفـضـاء الـــروحِ تـزكـية..

وفـــي حـنـايـاي مـعـشـوقي أيـمـمه
ونـــوره قـبـلـتي والـقـلب بـوصـلة..

مـن ذاق طـعم هوى المحبوب حيدرة
فــروحـه فـــي جــلالِ الله هـائـمةُ..

وإن روحــاً لــه فــي الـطهر غـارقةٌ..
وإن نـفـسـاً لـــه فــي اللهِ عـاشـقة..

أنــا الــذي عـشـق الـمولى أبـا حَـسَنٍ
فـكـيـف لا تــرتـوي بـالـماء سُـنـبلةُ..

هــو الــذي دانـت الـدنيا بـما رحـبت
إلـــى سـجـايـاه والأفــلاك شـاهـدة..

تـهـفـو الـمـلائـك فــي عـلـيائه أبــدا
فـهو الـصراطُ إلـى الـرحمن والصِلة..

وفـــي الـسـمـاء لــه زلـفـى ومـنـزلة
عـنـد الإلـه ونـقشُ الـعرش حـيدرة..

أبــو الأئـمة نـفس الـمصطفى وكـفى
وزوجـه الـطهر بـنت الـطهر فـاطمة..

هــادي الأنــام وحـلال الـمشاكل فـي
قـضائه الـفصل مـا الأحـكام غامضة..

وذو الـفـقار حـسـام الـنصر فـي يـده
حـسـبي بـيانا فـما أدراك مـا الـصفة..

سـل عـنه بـدرا وأحـدا عـن مـحامده
فــألــف مـنـقـبـة تــتـرى ومـنـقـبة..

وهـــو الــوصـي وعــهـد الله بـيـعته
يـــوم الـغـدير لــه الأمــلاك هـاتـفة..

مـهما الـخلائق صـاغت مـن مدائحهم
فــي فـضله فـهي فـي مـعناه تـائهة..

لـــو دونــوا بـمـداد الـبـحر مـنـقبة..
لـمـا كـفـاهم وكــل الـمـدح بـسـملة..

جـمـالـه مـــن جــمـال الله تـحـرسه
قــدس الـكـمالات والأنــوار بـاسـقة..

مـــاذا أعـــدد مـــن عـلـيـائه مـدحـاً
مـحـمـد روحـــه والـقـلب فـاطـمة..

وكــنـهـه لــيـس غــيـر الله يـعـرفـه
وغــيـر أحــمـد فـالألـبـاب عـاجـزة..

ولاؤه الــجـنـة الـعـظـمى وشـيـعـته
يــوم الـحساب مـع الأطـهار نـاجية..

هـــذا عــلـيٌ ولـــي الله فـابـتـهجوا
أيــــا مــحـبـوه فــالٱمـال فــارعـة..

غــدا تـسـاق إلــى الـفردوس شـيعته
وجـوهـهم مــن ضـيـاء الله نـاضرة..

فـانثر أمـانيك فـي عشق الوصي تجد
ثــمـارهـا تــتـدلـى وهـــي يـانـعـة..

إن كــان لـلـمدح فــي مـعـناه مـبـتدأ
فـليس تُـدرك حـتى الـحشرِ خـاتمةُ..



error: المحتوي محمي