«ما دون ذلك»

خرج من البقالة، رأى رجلًا وهو يصعد سيارته قد سقط منه شيء ما.

نادى عليه إلا أن الرجل انطلق بسيارته دون أن يسمع، أخذ صاحبنا ذلك الشيء وصعد سيارته، لاحق الرجل الذي خشي على نفسه فقد ظن أن صاحبنا يطارده، واستمرت الملاحقة بعض الوقت حتى استسلم الرجل وتوقف، اقترب منه صاحبنا مسلمًا عليه ومعطيا إياه ذلك الشيء، وقال له: إنه سقط منه دون أن تلتفت.

أخذه الرجل متعجبًا، وقال: كلَّفت على نفسك، غير ريال هذا!. فرد صاحبنا: أدري لكن مادام عرفت أنك صاحبه فيجب عليِّ أن أسلمك الريال.

يقول الله سبحانه وتعالى: {مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}.

قال ذلك وهو يصعد السيارة، بينما وقف الرجل منذهلًا وهو يقول: ليت الكل مثلك، لكان البلد بخير.

مرّت الأيام وهذه المرّة عند خروج صاحبنا من البنك رأى رجلًا خرج قبله وقد سقط منه ظرف، أمسك صاحبنا الظرف وقبل أن ينادي على الرجل أدخل يده داخل الظرف متحسسًا، فتحه قليلًا ورمى نظرة عليه فوجده مملوءًا برزمة من الـ500.

عاد لينظر نحو الرجل ثم بدأ صاحبنا يهمهم “ما دون ذلك” “ما دون ذلك” مكررًا إياها وهو يضع الظرف في جيبه ويصعد سيارته، وهو يقرأ قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ}.



error: المحتوي محمي