أطلق الشاعر علي جعفر القطيفي (آل إبراهيم) على منصة اليوتيوب مبارزة غريبة للشعراء طال صداها مختلف البلدان، مثيرًا حماسهم لتأليف قصيدة في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) – تزامنًا مع ذكرى ولادته – مشترطًا أن تكون القصيدة خالية من الهمزة؛ حيث نظم قصيدة أسماها “بدون ألف” ضمت 33 بيتًا في مدح أمير المؤمنين (ع) وذكر فضائله.
وبيّن القطيفي أن ما أطلقه على منصة اليوتيوب ليس الغرض منه التحدي، لكن إثارة الحماس، مشيرًا إلى أنه حظي بتفاعل من بلدان مختلفة بعد أن وصل إليها الإعلان وفيديو القصيدة، واوصفًا الحراك الأدبي بأنه لا يزال يفاجئه بالجديد من نتائج التحدي.
وأكد أن التحدي مطروح لشعراء الفصحى، وذلك لأن شعر اللهجة الدارجة لا يعد مكافئًا للشعر الفصيح، بسبب إهماله عددًا من القيود اللغوية، لهذا فهو من السهل الإتيان به، ولكن مع ذلك حدث تفاعل من بعض شعراء اللهجة الدارجة.
نبض الفكرة
وعن فكرة تأليف قصيدة خالية من الهمزة، والتي يعرف كل شاعر ومتحدث أهمية الهمزة لكثرة استخدامها بالكلمات، ذكر القطيفي أن الفكرة جاءت خلال نقاش مع الملا أحمد الحرز حول خطبة أمير المؤمنين (ع) الخالية من الهمزة، والتساؤل: هل وجه الإعجاز فيها هو خلوها من الهمزة أم أنه (ع) أتى بها فورًا ودون إعداد؟
وأجاب فيه بقوله: إن وجه الإعجاز فيها هو اجتماع الحالتين، وقال له، ولأثبت ذلك قلت له سآتيك بقصيدة في أمير المؤمنين (ع) خالية من الهمزة خلال أربعة أيام.
وسلَّم فعلًا القصيدة الخالية من الهمزة للحرز، والتي استهلكت منه أربع ساعات متفرقة في أربعة أيام، وجاءت على وزن البسيط وكانت بدايتها:
بحُبّ حيدرَ شِعرٌ فيه من قلمي
غَرفتُه كم لربي فيهِ من كرمِ
في مجلسٍ قطل هل تسطيعُ مِدحتَهُ
بغير همزةَ تُبدي سبقَ مغتنمِ
فقلتُ لو يرتضي ربي لمطلبكم
به عليٌ حريٌ ملهمي كلمي.
وعن توقعه أن شاعرًا آخرًا يكتب قصيدة بنفس الميزة، قال إنه لا يستبعد إذا كانوا شعراء ما بين القطيف وسيهات والأحساء، ولكن بشرط أن تكون بنفس الموضوع في مدح أمير المؤمنين (ع) وبنفس عدد الأبيات 33 بيتًا.
تحدٍّ تخطى حدود الشرقية
ولأن العصر عصر السوشل ميديا السريع الانتشار، فقد وضع القطيفي تحديه عبر قناته باليوتيوب، ووصل إعلانه وفيديو القصيدة إلى عدد من الشعراء في كل من عمان والبحرين والعراق والكويت ولبنان، وبالطبع القطيف والأحساء بالتنسيق مع أصدقائه في تلك البلدان.
المبارزة
كانت الدعوة للمبارزة بحروف الشعر الناقصة من الهمزة لمدح أمير المؤمنين (ع) تحمل نوعًا من المفاجأة، فأول تجاوب تلقاه القطيفي لتحديه هو قصيدة مجاراة لسماحة الشيخ منصور الجشي في أربعين بيتًا على وزن بحر الرجز قصيدة فصحى، وثاني استجابة كانت قصيدة فصحى على وزن بحر الكامل للشاعر عقيل المسكين من سيهات، أما ثالث تجاوب أثبت أن النزال والمبارزة بالشعر ليست حكرًا على رجال الشعر، فسيدات الشعر لهنّ بصمة فيه؛ حيث أتت قصيدة فصحى على وزن بحر المتقارب للشاعرة صالحة الرميح من سيهات أيضًا.
ومن أرض الكويت أتت قصيدة عامية للشاعر الكويتي ميرزا عادل أشكناني، تصف قبول النزال والمبارزة بهذا التحدي في مدح الأمير (ع)، وجاءت قصيدة عامية كذلك لعلي الدرازي من تاروت.
إضافة إلى أن هناك شعراء فصحى من القطيف والبحرين دخلوا المساجلة، وكتبوا لكنهم لم يتمكنوا من إتمام أكثر من 8 أبيات، لهذا انسحبوا، وبعض هؤلاء نشروا محاولتهم في التعليقات على الفيديو.
لم يدخلوا الميدان
وذكر القطيفي أن هناك بعض الشعراء البارزين وصلتهم القصيدة، إلا أنهم لم يدخلوا الميدان أو يخوضوا غمار التحدي، مشيرًا إلى أنهم نخبة من أبرز شعراء العراق والبحرين والأحساء المعروفين، وممن لديهم جمهور كبير على المستوى العربي، وكذلك عدد كبير من شعراء الأحساء والقطيف.
وعود تنتظر الوفاء
وعن توقع انتهاء وقت التحدي مع الشعراء البقية التي لم يصله منهم شيء قال: أتوقع وصول المزيد؛ لأن عدد من الشعراء وعدوني بذلك. وبيّن أنه بعد انتشار القصيدة تلقى اتصالات هاتفية ورسائل انستقرام وواتساب من شعراء لا يعرفهم أخبروه أنهم قبلوا التحدي ووعدوه بالدخول في المجاراة، منهم شعراء كويتيون.
تحدٍّ صعب على شعراء العراق
المفاجأة بهذا التحدي الذي وصل إلى شعراء العراق المعروف تبحرهم وسهولة الشعر وطلاقته بأفواههم، يقول القطيفي: بلغني عبر مقطع صوتي من أحد الأشخاص من النجف الأشرف أن أحد الشعراء المعروفين، وهو الشيخ وسام الشويلي صرح في تجمع أدبي في الناصرية بصعوبة الدخول في هذا التحدي.
وقال الشويلي وشاعر الناصرية حين الحديث معه عن رأيه بالقصيدة: التفاتة موفقة من جناب الأخ الشاعر القدير علي جعفر بكتابته قصيدة بحق أمير المؤمنين علي، خالية من حرف الألف، هذا وإن دلَّ على شيء فهو يدل على الإمكانية الشعرية التي يمتلكها، وكمية الخزين من المفردات التي جعلته يستغني عن حرف (الألف) المعروف لدينا بصعوبة الاستغناء عنه، ومع ذلك فقد كتب القصيدة بصياغة جميلة وسلسة، أشبعها بالبلاغة الصورية، فكانت موفقة بالمبنى والمعنى، وواضحة الدلالة، وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن أوفق لكتابة قصيدة على غرارها.
نتائج موافقة للتوقع
واعتبر القطيفي النتائج الحالية صدقًا لتوقعه في إجابته على السؤال حين توقع أن المجاراة ستأتي من شعراء ما بين القطيف وسيهات والأحساء، فحتى الآن جميع القصائد الفصحى التي حققت المجاراة بشروطها هي من القطيف وسيهات.
الشاعر في سطور
الشاعر علي جعفر القطيفي (آل إبراهيم) من مدينة سيهات، اشتهر بالقطيفي بسبب إطلاق هذا اللقب من متابعيه ومعارفه من خارج البلاد.
بدراسته الأكاديمية حصل على دبلوم تجاري، ودرس اللغة والمنطق والعقائد على يد علماء الدين في القطيف وسيهات.
النشاطات الأدبية
– له 4 مجموعات شعرية مطبوعة (1) مع الورد والقمر (2) سبيل اللقاء (3) من بيوتي في الجنة (4) نمارق. وله مجموعات أخرى مخطوطة.
– أكثر مشاركاته في الاحتفالات الدينية بإلقاء الشعر.
– له حلقات صوتية عبر قناته على اليوتيوب وقناة انستقرام، ودروس في علم البلاغة، كما قدم دروسًا في العقائد ومؤلفات عقائدية وأدبية أخرى وكتابات نقدية.
– أنشد قصائده الكثير من المنشدين الشيعة من العراق والكويت ولبنان وغيرها، قرأ له ملا باسم الكربلائي 15 قصيدة مسجلة، أشهر قصائده (ما ذنب طفلي) (سلوا سيوف) (سيدة الأرض) (زيد الشهيد) (رضا الإله) (مناجاتي) (نحن أتينا) (بكاء العلمين) (النونية المنبئة) (رباعيات في الإمام المهدي)
– أقيمت له عدة أمسيات شعرية في النادي الأدبي بالدمام 1419- 1418 هجري، وكان مدير ملتقى عرش البيان الأدبي للمدة ما بين 1419- 1415 هجري.
– التقى عددًا من الشعراء وقرأ عليهم شعره، منهم الدكتور مصطفى جمال الدين والشاعر عبد الوهاب البياتي.
له مشاركات قديمة في الصحف السعودية.
– كتب عنه الشاعر الدكتور غازي القصيبي مقالًا في المجلة العربية، وكتب عنه سعد البواردي مقالًا مطولًا في صحيفة الشرق الأوسط، وكذلك تناول تحليل شعره الدكتور جابر قميحة (من مصر) والأستاذ حسين حرك (من سوريا) وعبدالله شباط وخليل الفزيع في صحف سعودية.
– أسس مدرسة (التل الزينبي)
عام 1428م لصقل مواهب الشعراء المبتدئين وتعليم البلاغة وتأريخ الأدب الشيعي والإلقاء الشعري.
فيديو القصيدة