كيف يُلام من يحبكَ يا علي؟!

عندما أقرأ شيئًا من طُرف حياةِ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السَّلام في المصادرِ التاريخيَّة المتسالم عليها تنتابني حالةٌ من الفخرِ والعجبِ والزَّهو – الإيجابي – بأنَّ في العربِ وفي المسلمين – بل في البشر – شخصيَّة دون شخصيَّة النبيّ محمد صلى اللهُ عليهِ وآله مثل الإمامِ علي بن أبي طالب عليه السَّلام!

لن أسردَ لك أيها القارئ الكريم في هذه العجالة أيَّ شاهد على عجائبِ شخصيَّة الإمام عليّ عليه السَّلام، في الإيمان والشَّجاعة والصبر والبلاغة والقيادة والعمل وفي كلِّ النواحي، الشَّمس لا يغطِّيها غربال. الإعجاب بشخصيَّة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السَّلام الفذَّة اجتاز حدودَ المسلمين إلى غير المسلمين، فمن لم يقرأ أو يسمع ما قاله الشَّاعر المسيحيّ اللبناني جورج جرداق في كتابه “الإمام علي صوت العدالة الإنسانية”؟ والشَّاعر المسيحيّ – أيضًا – بولس سلامة، حين مدحه في قصيدةٍ بديعة “ملحمة الغدير” التي قالَ فيها:
سفر خیر الأنامِ من بعد طه ** ما رأی الکونُ مثله آدمیَّا
یا سماءُ اشهدي ویا أرضُ قرّي ** واخشعي إنّني ذکرت علیَّا

هذا ليس من باب الاستدلال بما يقوله الأجنبيّ لكن من بابِ الاستئناس والرأي يعضد الرأي فلا تصيبه وحشةُ الوحدة. وإلا فالشواهد من القرآن ومقولات النبيّ محمد صلى اللهُ عليه وآله كثيرةٌ جدًّا.

في هذه الخاطرة القصيرة دعوة للتمعن وقراءة سيرة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السَّلام، فعلى سبيل المثال كيف لا يقرأ الشَّباب سيرته في العلمِ والتعلم وفي العمل؟ كان طالبًا تلميذًا مجتهدًا من تلامذة النبيّ محمد صلى اللهُ عليهِ وآله، كان يتأمل في الكون والخلق وفي الله والدنيا. وكان يعمل بيديه مثل أكثرنا، بل كان عمله أشدّ مشقّة وصعوبة في الكدّ على نفسه وعياله!

“عنوان صحيفةِ المؤمن حبّ علي بن أبي طالب”، كلنا نحب هذا الرجل وكلنا في يوم مولده نبارك للإنسانيَّة أن يكون فيها مثله، ونبارك للأمة الإسلاميَّة أن كان واحدًا من عظمائها الأفذاذ. علموا أولادكم شيئًا من سيرته وشيئًا من كلامهِ وآثاره، يغنيهم عن كثير من سير الرِّجال.

وهذا واحدٌ من شيوخ القطيف القدامى الأكارم، الشيخ علي بن حسن الجشِّي يهدي للإمام علي عليه السَّلام هديَّة متواضعة:
أبا حسنٍ إني قدمتُ ولم أجـد ** هديَّةً أهديها سوى مدحكَ الغالي
ولم أستطع مـدحًا إليكَ وإنَّما ** أقولُ مقالًا لم أكن فيه بالغالي
لقـد كنـتَ نـفـس المصطفى ووصيه ** وقد فقتَ بالفضلِ المقدَّم والتَّالي



error: المحتوي محمي