قصيدة في إمام الأتقياء وأب الأوصياء وسيد الأولياء علي ابن أبي طالب (ع) بمناسبة مولده الشريف

إرم القوافي في البحار نبالا
لترى بأنك قد طرقت جمالا

فلمولد الطهر المبجل موعدا
عجز الكلام بأن يقول مقالا

وترنم البيت العتيق — مهللا
ولفاطم شق الجدار — ومالا

والكعبة الغراء أذهلها الذي
من نوره قد غير — الأحوالا

أنعم بمقدمه الهزبر تعانقت
شمس وبدر والضياء — تلالا

أم القرى نالت ومكة زغردت
والبيت حاز _ تشرفا ومنالا

هو حيدر هو قسور وهو الذي
لبس الشجاعة منحة وكمالا

رباه أحمد ذو المكارم والنهى
فاقتات من خلق النبي خصالا

لمحمد تبعا _ وكان _ فصيله
يخطو خطاه — تلازما ووصالا

وترى الفتوة طأطأت لأميرها
إن رام في وقع الحروب نزالا

أو لا ترى سيف الوغى بيمينه
بفقاره _ قد جندل _ الأبطالا

سل آدما سنخ التراب وأصله
عن كنية لأبي التراب — مثالا

كناه طه المصطفى بالمرتضى
وهو الرضي — إذا نظرت فعالا

من طلق الدنيا ثلاثا — غيره
والتبر في كف الوصي مسالا

كفؤ البتول — أخ الرسول —أبا
الفحول وذا الأصول نواله من نالا

يكفيه من شرف البطولة — أنه
للغم _ عن وجه النبي _ أزالا

لوجمعت كل اللغات وفصلت كل
الخصال لحيدر ماجاوزت مثقالا

هذا علي في علاه — ودونه
العلياء — تهوي تحته إجلالا

شرف المدينة بابها وعلومها
والقول في غير الوصي جدالا

لو جئ من أقصى البحور بشاعر
في وصف من ملك الكلام وقالا

لتناثرت كل الحروف مهابة
تروي البحور قصائدا أشكالا

والشمس من خجل يعود — صر
يرها — متوهجا من حمله أثقالا

ردت له بعد الغروب — ببابل
وبكفه — أعطى الصلاة مجالا

مازاد لو كشف الغطا بيقينه
شيئا ولانقص المهاد — جبالا

إنا وفي يوم القيامة — نرتجي
منك الشفاعة والجنان ظلالا

ياقاسما ما للجنان _ ونارها
في محشر — ونرى به أهوالا

يوما تذود الناس في عرصاتها
عن بالغ أعلى المقام _ كمالا

صلى عليه الله _ من عليائه
وعليك والآل النقا _ إجمالا



error: المحتوي محمي