يعتبر النقد العلمي من أهم الوسائل الإيجابية المساهمة في ارتقاء المجتمعات البشرية بمعالجة الظواهر السلبية في شتى المجالات بشكل صحي، ومع تطور وسائل الإعلام باستحداث وسائل التواصل الاجتماعي أصبحنا نرى الكثير من الأشخاص يمارسون دور الناقد العلمي والاجتماعي بتعدد الأسس والطرق والأهداف.
وبعد هذه المقدمة البسيطة سأقوم بسرد تجربتي الشخصية مع شخصيتين من الأصدقاء توضح التباين الواضح والموجود في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي في نقد فكرة معينة.
منهج الصديق الأول:
– مناقشته الموضوع بدراية كاملة وليس وفق رؤوس أقلام.
– معرفته التامة بصاحب الموضوع وتاريخه العلمي وفلسفته العلمية وثقله العلمي وتواصله المحلي والدولي على مستوى الموضوع.
– تجرده من الأهواء والمصالح الشخصية والحزبية، ما جعله لا يتأثر بعوامل بعيدة عن الموضوع نفسه.
– التحليل بتأني وتريث لعناصر الموضوع.
– جمعه المعلومات عن موضوع النقد، ما جعله على علم بأهمية الموضوع.
– ذكره مميزات وإيجابيات الموضوع قبل الخوض بذكر سلبياته.
– تمكنه من النقاش في الرد على الاستفسارات والأسئلة الموجه له.
– محاولته الارتقاء بفكر أفراد المجتمع.
وأما الصديق الثاني فكان منهجه في الطرح:
– الخوض في موضوع النقد دون معرفته التامة به، وإنما كان نهجه التحدث وفق رؤوس أقلام.
– الاستنقاص بصاحب الموضوع وكيل الاتهامات المباشرة أو المبطنة تجاهه.
– التأثر بنهج محدد أو مشروع فكري معين، و محاولة إبراز شخصيات معينة قبال تسقيط شخصيات أخرى.
– عدم استحواذه على أدنى معلومات عن موضوع النقد.
– محاولته كيل السلبيات فقط وقد يصل الأمر به في بعض الأحيان إلى اختلاق سلبيات حول موضوع النقد.
– عدم القدرة على النقاش والرد على الأسئلة الموجهة له، وإنما اتخاذه السكوت والمراقبة تجاهه للردود.
– محاولته جعل أفراد المجتمع كقطيع من الهمج الراعاة ينعقون معه لتوسع شعبية مشروعه الفكري.
وفي نهاية هذه الأسطر البسيطة نترك الحكم للقراء الأعزاء في تستقراء طرق التفكير العلمي والنهج الفكري في تحديد الناقد العلمي من المحارب الإعلامي لمشروع تياره الفكري.