طُبع لسماحة الإمام الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي الراحل الطبعة الثانية من “موسوعة الإمام أبو الحسن الخنيزي” التي طُبِع بعضها قبل ٤٧ عاماً خلت، ونفذت جميع نسخها، حيث تكفل بمشروع الموسوعة كريمتا الإمام الخنيزي زينب وبهية وأخوهما سماحة الشيخ عبد الله الخنيزي إضافة لمساهمته المعنوية في الموسوعة، وذلك إيماناً بأهمية صيانة وحفظ الآثار العلمية لأعلام الدين وحملة الشريعة.
وتم إعادة طباعة النتاجات العلمية للإمام الخنيزي وضمها في عِقدٍ يجمعها ويبرزها في أبهى حلة لتكون سهلة المنال تتلقفها أيدي طلاب المعرفة وأرباب العلم وترفد الحركة البحثية وتثري الساحة العلمية بما حوته من علوم ومعارف جليلة.
وعن فكرة طباعته، بيّن الشيخ الخنيزي أن النية والعزم على طبعه ترجع إلى بضع سنين خلت، حيث كانت الخطوة التنفيذية الأولى لهذا العزم هي البدء في نسخه على هذا النهج ليمكن تقديمه للمطبعة في حلة تلائم التطور الطباعي وتريح القارئ وتوفر عليه الوقت حينما يريد الوقوف على موضوع معين في الكتاب.
وتتكون الموسوعة من ٢٥ مجلدًا حيث تشمل قسمين أساسيين وهما علم الكلام والعقائد وما يتعلق بهما من العلوم، فيما يضم القسم الثاني الفقه والأصول ومتعلقاتهما.
بدوره، قال محقق الكتاب سماحة العلامة الشيخ عبدالله الخنيزي: “إن هذا الكتاب -فيما أعتقد- هو باكورة نتاج سيدي الوالد -قدس سره- لأني لم أجد في مؤلفاته الأخرى المؤرخة التأليف ما هو أسبق منه، وأعتقد أنه ألّفه كله، وهو في مهجره العلمي -النجف الأشرف- إذ قضى في مهجره بعد أن بلغ غايته من الهجرة، حيث حاز درجة الاجتهاد”.
ولفت سماحة الشيخ إلى أن هناك احتمالاً بأن يكون قد فقد من مسودات الكتاب شيء، وهو ما جعل هذه المواضيع غير تامة؛ ولاسيما إذا عرفنا أنه ألّفه في مهجره النجف الأشرف، ثم قفل راجعاً إلى مسقط رأسه القطيف ولم يعطه إلى الناسخ لنسخه إلا بعد ذلك، ببضع وعشرين سنة حيث وضع الناسخ بجانب آخر سطر، مما نسخه في المجلد الأول، هذا التأريخ: “رابع ربيع الأول عام ١٣٥١هـ، كما وضع تأريخ انتهائه من نسخ المجلد الثاني اليوم السادس عشر من شهر ربيع الأول عام ١٣٥٣هـ وتأريخ انتهائه من نسخ الرضاعية في اليوم التاسع من شهر ذي القعدة من العام ذاته”.
وعلق قائلًا: “وهذه الفترة الزمنية كفيلة بضياع شيء وفقدان شيء آخر مع ما في الانتقال من أسباب تدعو لهذا الضياع ولاسيما أن كتابة المسودات إنما هي في كراريس متفرقة لا ترتبط أوراق الكراسة الواحدة فيما بينها فكيف بما يجمع بين الكراسة وأختها؟”.
وبيّن المحقق في مقدمة الكتاب أن الكتاب في مجموعه هو شرح استدلالي على كتاب “شرائع الإسلام، في مسائل الحلال والحرام”، لأحد أعلام القرن السابع الهجري ذي المدارس الكبرى، الشهير بـ”المحقق الحلي” (٦٠٢هـ ٦٧٦هـ).
الجدير بالذكر أن سماحة الشيخ علي أبو الحسن بن الحسن بن مهدي بن كاظم بن علي بن عبد الله بن مهدي الخنيزي هو من كبار فقهاء الشيعة الاثني عشريَّة بمدينة القطيف في زمانه، ولد في عام ١٢٩١هـ وتوفى عام ١٣٦٣هـ.
هاجر إلى النجف الأشرف وأكبَّ على التحصيل حتى نال إجازة الاجتهاد، وكان من أساتذته المعروفين في النجف؛ الشيخ هادي الهمداني، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ أبو تراب الخوانساري، والشيخ فتح الله الأصفهاني، والشيخ محمد كاظم الخراساني.
وعاد لموطنه القطيف عام 1329هـ، واشتغل بحياته العلميَّة، وعقد درساً في البحث الخارج سنة 1343هـ في مسجده الكبير، وكان يخرج إلى القرى والأرياف لتوجيه العوام وتعليمهم الدين.