من له ريال يأخذ عشرة

كان الله في عون من يشدد ويلتزم بالمواعيد والخطط بدقة، وعليه من الآن فصاعدا الإقلاع عن السلوك والعادات المرتبطة بالإنضباط حتى لا يصاب بالإحباط.

التسويف والمراوغة من السلوكيات التي تنمو وتنتشر في هذا العصر، لا أحد يريد القيام بعمله على أكمل وجه ولا أحد يرضى برزقه، البصر والقلب صوب الآخر.

المراوغة خرجت من قوقعة الشوارع والسيارات ودخلت في العلاقات والأسواق، حيث الكثير يعطيك من الوعود والأمال ولكنها لا تتجاوز قلقلة اللسان والكلام.

حين يلتزم صاحب العمل بأداء ما عليه فعله وإنجازه، وينتظر من بعض الآخرين تسديد ما عليهم من أموال، تظهر الأسباب والأعذار التي تحول دون فعل ذلك.

والعكس كذلك في هذا صحيح، إختلطت المفاهيم حتى أصبحت المراوغة هي الشطارة، والتنصل من الإلتزام لا يقلق المنام، وبين البائع والمشتري من يغلب الآخر.

يماطل البعض الكثير في إرجاع الديون أو في دفع ما عليهم من مستحقات، وكأن الآخرين لا يحتاجون أموالهم، ما أكثر هذه الحالات المؤلمة والمتزايدة بيننا.

أما آن لهذا الهروب والتغافل أن ينقضي ويتحول الإهمال إلى إسراع وإهتمام، لتسديد الديون وإرجاع الحقوق، فهؤلاء كرماء بادروا بالمساعدة وقت الحاجة.

سألت صديق مرة عن سبب إكثاره من السفر الإبتعاد عن البلاد، فأجاب “من له ريال يأخذ عشرة” وبعدها بدأ حديثه عن معاناته من كثرة ضياع حقوقه وأمواله.


error: المحتوي محمي