قال لي لقد بدأت برنامج الحمية لأتخلص من هذا الوزن الزائد.
قلت له هذه خطوة موفقة، عليك أن تستمر وتذكر ما سأقوله لك: ستواجه في هذه الرحلة عدة محطات بعضها سلبية وبعضها إيجابية، فحين يشاهد الناس التغيير الذي تحدثه في وزنك سيكون بعضهم سعيدًا جدًا لهذا الإنجاز الذي تحققه، وسيتجاوبون معك بشكل إيجابي، إلا أن هناك فئة أخرى ستجد منهم الموقف السلبي، سيقولون: “إنها مجرد حمية قاسية وسوف تستعيد الوزن مرة أخرى” وقد يصل الأمر إلى أنهم يعتقدون أنك تؤذي نفسك لاتباعك هذا النظام! هؤلاء متشائمون تجاه أي تغيير تمارسه تجاه صحتك.
ماذا تعمل أمام هذه (اللقافة) الفضولية، هل تتراجع عن هدفك؟! إليك بعض الإستراتيجيات التي تساعدك في التغلب على الفضوليين وهي (إستراتيجية النمل) وهي ليست حمية النمل كما قد يتصورها بعض من قرأ عنوان المقال، بل هي إحدى إستراتيجيات التغيير نحو النجاح:
الإستراتيجية الأولى: النمل لا ينسحب أو يستسلم أبدًا
لاشك أنك شاهدت طابورًا من النمل يمثل خطًا مستقيمًا، ربما وضعت في طريقه حاجزًا تريد أن توقفه عن مواصلة السير، ولكن النمل لا يستسلم، فإذا احتجز في مكان معين أو حاولت إيقافه سيبحث عن طريق آخر. سيحاول التسلق أو المرور من أسفل أو من الجوانب. وسيستمر في البحث عن طريق آخر. لذلك: لا تستسلم مهما تعثرت بل انهض واستمر في البحث عن طريق آخر لتصل إلى هدفك.
الإستراتيجية الثانية: العمل الدؤوب
النمل كائن نشيط للغاية لا يمل من العمل، حيث إنّه يكافح ويحارب الكسل، ويبذل الجهد الدؤوب في البحث عن الطعام لتخزينه طوال فصل الصيف، لكي يكفيه أثناء فترة البيات الشتوي. فلا تتوقف عن عملك واتباعك للحمية لمجرد كلمة ساخرة قالها أحدهم، وكن دؤوبًا في عملك (تطبيقك للحمية) مهما كان قليلًا كما قال الإمام الباقر (عليه السلام): ما من شيء أحب إلى الله عز وجل من عمل يداوم عليه، وإن قل (1). إن المداومة على العمل ستحقق لك النتيجة الرائعة وهي الاستمرار في فقدان الوزن.
الإستراتيجية الثالثة: الرؤية المستقبلية
غريب هذا الكائن الصغير تجده يفكر في الشتاء طوال فصل الصيف؛ لذا تجده في عمل دؤوب، لا يعرف الكسل، فهو يعي واقعه ومتطلباته، يعي اللحظة (الصيف) ويستثمرها للمستقبل (الشتاء). وهكذا كن أنت، كن واقعيًا تعرف ذاتك ومشكلتك الحقيقية، وما تعاني من مضاعفات بسبب وزنك الزائد، وفكر في المستقبل، كن متطلعًا للتخلص من السمنة والوصول للوزن الصحي. وكما يقول الإمام علي عليه السلام: “اِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى اَلْقَوْمِ” (2) انظر للمستقبل، و”اجعل عينيك على النجوم واجعل قدميك على الأرض” كما يقول ثيودور روزفلت.
الإستراتيجية الرابعة: افعل كل ما تستطيع فعله
كم هو المخزون الذي تجمعه النملة خلال فصل الصيف لتستعد لفصل الشتاء؟ إنها تستثمر اللحظة وتعمل بكل طاقتها وتجمع أكبر مخزون. قلت لأحد الشباب الذين يعانون من السمنة: يمكنك الآن أن تمارس الرياضة، لديك الوقت الكافي لذلك، اغتنم فرصة مرحلة الشباب وقوتها في بناء عادات صحية تمكنك من التخلص من السمنة وليس العكس. نعم احصد أكبر قدر ممكن من الإيجابيات في مرحلة الشباب، وكما يقول الإمام الحسن (عليه السلام): يا ابن آدم! إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود، والكافر يتمتع (3).
أخيرًا دعني أقول لك: في عالم الحمية والتخلص من السمنة عليك أن تفكر في النجاح وليس في ما يقوله المحبطون.
الهوامش:
(1) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 3 – الصفحة 2124
(2) شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد – ج 1 – الصفحة 241
(3) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 3 – الصفحة 2398
