همس جريء إلى غيمة بيضاء..!
وهوس لا مرئي يصيبني بالتوتر..!
وشمس زهرية أَشْرَقَتْ من الغروب سهوًا
وغرباء لبسوا لون الليل، حزنًا على غربتهم
ترجلوا عن صَهْوَة الريح، وانتحلوا شكل ظلِّي
وأصبحوا لا مرئيين الصفات، وشفافيين
كم انتظروا أن يصاب القمر بنعاس وينام
كي يخرجوا خلْسةً وقت الْأَسْحَارِ، فقط خلْسةً
وعند ولادة أول فجر حزين..! ينبثقون كالضوء
يأتون من أرض أحلامي القديمة، أَشْتَاتًا
يمرون من هنا، لا لون لهم، ولا شكل لهم
يشربون من يد الورود، ندى الحالمون
ويحتاجون عمرًا أَزَليًّا، ليحميهم من الغياب
كي يسرقوا أحلامًا كنت أربيها لتصل إلى السماء
أحلامًا أخبئها مع الذكريات، إلى حنين فوضوي
أحلامًا تأخذ قَسْرًا، في وضح النهار إلى وجع الليل
إنهم يأخذون الهواء، والآمال في حقائبهم ويرحلون
يرحلون من زمن إلى زمن اللاواقعي
حقًّا، أراهم مصابين بانفصام اللاوعي
والوقت يخفق، وَجَس من تصرفاتهم
وتحركاتهم اللا مرئية كالهواء الخفيف
ينساب فوق تفاصيل أمنياتي البعيدة
لأبقى وحدي مجرد ذكريات انتهت لذتها
وأصير خيالًا شهيًّا، وضباب كثيف يخفي أوجاعي
أين أنا، هنا أم هناك، وكيف أبدوا، لا أدري
أسأل الزمن المريض: هل يعود ظَلَّي لي؟
أم مات منفردًا، في منفاه الأخير؟
يرد الصدى الفضولي لا أدري..!
وأرحل ممسكًا بيدي، ألوذ مترددًا إلى نفسي
أمشي نحو ظلِّي الهارب مني، إلى جهة المستحيل
أتحسس بيدي فوق لُجَّة زمردية، لتطمئن خطاي
ليمتد ظلِّي بطول الأرض، نحيلًا منكسرًا
وأبقى عالقًا في المنفى إلى ما بعد حين
أظل عطشًا، اشتهي الماء في صحراء فمي
وكأنما شيئًا أصابني، أيقظني من سبات نومي الطويل
فتبعت سرابًا اشتبهت به كظلِّي، كان يمشي هناك
وسألت: يا ترى كيف كان شكله الأخير..؟
كم انتظرته حائرًا على الرصيف الترابي، وحدي
لا لأجل أحد، فقط هكذا كنت أنتظر..!
فأنا لا أحب الانتظار منذ خرجت للحياة..!
أنا فقط، كنت أنتظر ظلِّي..!