كرم الاتحاد السعودي لكرة القدم الحكم الدولي الأخ الاستاذ / محمد بن مكي العبكري نظير مشاركته المتميزة في تمثيل المملكة في مباريات كاس العالم للقارات في روسيا الشهر الماضي .
ان هذا التكريم لابن القطيف البار يأتي تتويجاً لسلسلة طويلة من الإنجازات والنجاحات التي حققها خلال مسيرته الطويلة رافقتها جهود وتدريبات شاقة مضنية أسهرت ليله وأظمأت نهاره حتى أثمرت عن نجاحات وانجازات رقى بها سلم التميز والأداء الفني في مجال تحكيم مباريات محلية ودولية داخل وخارج المملكة وصولاً الى المستوى الذي ظهر به في محفل التكريم في الرياض بحضور نخب رياضية واعلامية وثقافية .
كما قدمته كأحد أبرز حكام مباريات كرة القدم في الداخل والخارج ، وهو ما يترجم ويفسر سر مشاركته وحضوره المتألق والمؤثر في العديد من المسابقات الكروية الوطنية والعالمية في الداخل والخارج .
اننا وضمن تقديرنا لجهود الإتحاد السعودي لكرة القدم في تشجيع الكفاءات الوطنية واعطائها المجال للبروز والنجاح، ومنحها فرصاً متكافئة ومتساوية تفعيلاً لمبدأ الجدارة والكفأءة ما أثمر عن هذا الإنجاز النوعي الذي سيضاف حتماً الى المنجزات الوطنية السعودية في المجال الرياضي، وبما يحقق للوطن كل الوطن مكانته اللائقة به على خارطة التميز والانجازات في مختلف المجالات، ندعوا جميع الجهات والمؤسسات الأهلية والرسمية والشركات الى ان تحذو حذو الإتحاد في اتباع سياسته الواعية في اصطياد الكفاءات الوطنية وملاحقتها والتعرف عليها واستثمارها وتطويرها بما يخدم السياسات والأهداف الوطنية العليا .
كما يمكن تقديم هذا الإنجاز وتقييمه بالنظر الى المكتسبات الشخصية التي تعود على هذه الشخصية المحبوبة وما استطاع ان يحققه من نجاحات أهلته ليكون رقماً صعباً في مجال تخصصه كما اعطته موقعا وحضوراً اجتماعيا يغبط عليه .
وهذه الزاوية من الحدث تحتاج ان تضاء بشكل أوضح ليتم الاستفادة من الحدث والشخص بما يجعلهما قدوة وأسوة للكثير من شبابنا من الجنسين الذين يمتلكون طاقات مماثلة للأخذ بالاسباب الطبيعية والاستفادة من تجارب الناجحين وتطويرها وعدم الوقوف عند تمجيدها والتصفيق لها فقط .
إن القطيف كانت وما زالت أرض معطاء ولادّة للكفاءات كبقية مناطق المملكة ، وفي مختلف المجالات العلمية والعملية ، ومثلت خلال تاريخها الطويل خزاناً حضارياً رفد منجزات الوطن وعزز نجاحاته وهو ما اكسبها سمعة طيبة وحضوراً إيجابياً على مختلف الصعد .
انني اتمنى من جميع شبابنا وفتياتنا ان يعملوا على استثمار مواهبهم وقدراتهم بسلوك الطريق الذي يوصلهم الى تحقيق احلامهم وتطلعاتهم بالأساليب الطبيعية كما استفاد منها هذا الانسان القدوة فهو لم ينتظر معجزة تنزل من السماء ولم يتشبث باوهام الحظ كما يفسر البعض ان معنى محالفة الحظ لأحد الناس يتم خارج نطاق السنن والقوانين والأخذ بالاسباب الطبيعية.
لذلك فان على هؤلاء ان يفهموا ان ذلك يتحقق من خلال سلوك الطرق الطبيعية المتمثّلة ومعرفة تلقدرات الشخصية واستثمارها في المكان والزمان المناسبين وبالأساليب العملية المتمثّلة في الالتحاق بالمراكز والهيئات والمؤسسات الراعية والداعمة لقدراتهم كل في مجاله وعدم تضيعها واهمالها حتى تتبخر وتذهب دون فائدة تعود على احد .
اجمل التهاني واخلص الدعوات لأخينا الاستاذ محمد العبكري ولكل المتميزين والناجحين ودعواتنا للجميع للاستفادة من هذه التجارب والنماذج وإعادة إنتاجها واستنساخها بشكل اكثر ابداعاً وأجلى روعة وأثمر عطاء .
غرة شهر ذي القعدة ١٤٣٨هـ