إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونفوّض أمرنا كله لله!
بعد هذه العبارات والتي لطالما يلهج بها لساننا في كل مناسبة حزن وفقد إلا أننا لو توقفنا عندها لشعرنا مدى الأثر المؤلم الذي تخلفه في قلوبنا ومشاعرنا، فهي تنبئ برحيل عزيز على قلوبنا، وتخبرنا أن لا عودة له ولا لقاء إلا في الآخرة بعد أن نتبعها بعبارة “هم السابقون ونحن اللاحقون”.
ولا اعتراض لقضائه وقدره. لا أعلم لم تسبق اسم أختي قبل حماتي على أوتار قلبي قبل لساني وأناديها بلوعة وحسرة فلم أعلم أنني أكنّ لها هذا القدر من الحب والمعزّة والآن أستشعره بعد فراقها، هل لسنوات صحبة وزمالة عشناها قبل الارتباط العائلي، أم لقرابتنا هي الأكثر والعشرة الطيبة، والذكريات الجميلة، أم لأنها لم تسبقنا بموعد رحيلها، أم لآلام مرضها التي لم نستشعرها ونواسيها وتحملت عبء صبرها بمفردها، أم لأنها حرمت من ألذ ما تتمناه كل إنسانة بفطرتها التي أودعها إياها خالقها، أم لأنها مومنة وحنونة وهدوؤها بكل تفاصيل شخصيتها وتعاملها وعطائها وسيرتها الحسنة والعطرة لدى كل من عاشرها من ذويها ومن معلمات وطالبات؛ فكانت شخصية محبة للعلم والعمل ومخلصة ومجاهدة ومكافحة في طريقه، ومربية ومعلمة فاضلة ومؤمنة ومحبة لأهل البيت (ع) ومحبة وحنونة لكل من حولها والكرم صفة بارزة في شخصها.
كل تلك الصفات تجعل الجميع ينصدم برحيلها غير السابق بإنذار، فكل عبارات الشوق لرؤية محيّاها وسماع صوتها تختلج الصدر، وأمنيات للحظات نعيشها معًا بلقاء ولو قصير أو محادثة تستلذ بها المسامع، أتوقف هنا بحبر الألم واللوعة والحسرة، ولا يسع في المقام إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة لها والصبر والسلوان لذويها ولكل محبيها وهنيئًا لها الصبر على ما ابتليت به، وضيافة الرحمن لها في شهر الرحمة والمغفرة، ومواساة من توالت بهم في أحزانهم وأفراحهم.
فرحمك الله أختي وصديقتي وحماتي الغالية المؤمنة الساكنة إلى جوار ربها (الحاجة صفية العقيلي) فحتمًا ستصلك كل مشاعري ودعائي وخواتيم كل أعمالي.