مساء الأربعاء (2 فبراير 2022) حضرت أمسية تأبينية للفنان الراحل محمد الحمران، أحد العلامات الفنية البارزة في محافظة القطيف، الذي توفي قبل سبعة شهور بعد صراع مرير مع المرض.
كان الحضور مبهجًا، فقد ملأ محبو الفنان الراحل كامل قاعة مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام. كانت بالفعل لحظة وفاء جميلة من أهل ومحبي وأصدقاء الفنان الراحل. واشتمل الحفل على إلقاء بعض القصائد الشعرية، وفيلم بعنوان “ذخيرة الأصدقاء” يوثق بعض الصفات الجميلة والإنسانية للفنان الراحل على ألسنة أصدقائه والمقربين منه.
بالمجمل كان حفل التأبين عاطفيًا والأجواء مليئة بالحزن والشجن والحسرة، وهذا طبيعي جدًا في مثل هذه اللحظات. بالنسبة لي، لم تكن لي علاقة شخصية أو معرفة بالراحل، كنت أراه دائمًا بابتسامته السمحة والودودة حين أزور بعض المعارض، ولكن لم تتجاوز علاقتي به التحية والسلام التقليدي وبعض المجاملات العابرة، وربما حديث سريع عن إحدى لوحاته.
جميل أن تجد من يتذكرك بعد أن تنتقل إلى العالم الآخر، وهذه لحظة تستحق الشكر والتقدير لكل من فكر وعمل وساهم (من أصدقائه ومحبيه) في تنفيذ هذه الأمسية الإنسانية الرائعة. إذا كانت لدي ملاحظة، فهي أن الراحل هو فنان تجاوز مدينته ومحافظته، تجاوز القطيف، وصار فنانًا وطنيًا وخليجيًا وعربيًا، ولهذا كنت، من كل قلبي، أتمنى من الإخوة الذين أعدوا سيناريو الفيلم وأخرجوه أن يراعوا هذا الجانب من حيث المكان والزمان والظروف، وهذا لا يعني بأي حال التقليل من جمال جهدهم وعملهم ووفائهم للراحل. رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وجعل ريشته شمعة تلهم وتضيء دروب القادمين من فناني وفنانات المستقبل.
للجميع خالص التقدير والاحترام.