هـــذا زمـــانٌ عَـجَـبُ
الـصِـدقُ فـيـه كَــذِبُ
إن قـيلَ دعْـهُ فـافعلن
فـهـو لَـعـمري طَـيبُ..
وإن أشَـادوا فـاجتنبْ
واحذر، ففيه العطبُ
والـصبحُ لـيلٌ دامـسٌ
والـبـرقُ فـيـه خُـلّبُ..
تـــرى الـفـقيرَ بـائـساً
وفــي الـثراءِ يـلعَبُ..
والـنـاسُ فـي غَـلائهم
وفي الملاهي تَطرَبُ..
ويـشـتـكونَ فَـقـرَهـم
والـكلّ فـيهم أَشعَبُ..
وصَـرفُـهـم سَـفَـاهَةٌ..
والـرُشدُ منهم يَتعَبُ..
ويُـسـرفُونَ فـي الـبُكَا
وضـحـكُهم لا يَـنضَبُ
ويــحـلـفـونَ أنَّـــهــم
حِــزبٌ فـلا يَـنشَعِبُ..
لــكــنّـمـا قُــلــوبـهـم
شـتـى فــلا تّـقـتربُ..
ومــؤمـنـونَ بـالـتُـقى
لــكــنّــهُ مُــغــيّــبُ..
ويـــدّعـــون أنَّـــهــم
مــلائِــكٌ لا تُــذنِـبُ..
ويــذنِـبُـون، يُــذنِـبـو
نَ والـهـوى مُـحـبَبُ..
ويــفـعـلـونَ دَائـــمــاَ
مــا لــم يَـقلْه الأدبُ..
ويـهـجـرونَ فـاخـرًا..
والسخفُ فيهم يُعْجِبُ
وزُخـــرفٌ حـديـثُـهم
يـدعى البليغُ العجبُ..
تــافــهُـهـم مُــمَــجَـدٌ
يُـهـدى إلـيه الـذَهَبُ..
والـعـبـقـريُ فـيـهـمُـو
تُـلقى عـليه الحُجُبُ..
وذاك يُــدعـى عـالـمـاً
بـالـجهلِ دومـاً يـنعُبُ
والـعلمُ قـد عـمَّ المدى
لـكـنّ مـنـهم يَـهـرُبُ..
صـعـبٌ تــرومُ عـاقـلاً
بـل هـو صَعبٌ أصعبُ
هـــذا زمـــانٌ عـجـبُ
فـايـن مـنـه الـمهربُ..
