من القطيف.. إيمان الجصاص تجمع حلمها من أوراقها المُتناثرة.. في «قبل أن نلتقي»

أصدرت الكاتبة إيمان سعيد الجصاص، باكورة مولفاتها، الذي جاء بعنوان “قبل أن نلتقي”، عن دار الوتر السابع بالرياض.

وجاء الإصدار في ٤٨ صفحة من الحجم المُتوسط، ويحتوي على ٣٧ نصًا، حيث تنوعت النُصوص فيه لتأتي تعبيرًا عن الحالة الذاتية لـ الجصاص، ورؤيتها للأشياء من حولها، سواء أكانت لقطة اجتماعية في فعلها الدرامي، أو صورة هُنا، أو مشهد هُناك، لتتولد في ذائقتها الفكرة، وتُطرزها بألوان بوحها القُرمزي، ليُولد نص جديد، وتأتي نُصوصها مُتنوعة.

وتحدثت الجصاص عن نصها، الذي نسجته على غلاف إصدارها، قائلة: “إنَّ اللَّقاء، لا يكمن في اللَّقاء الجسديُّ، لكنَّه اللّقاء المعنوي، الذي تتراقص على جنباته الروح، وتستأنس فوق ظله الكلمات، فإنَّها تجد في المساء، هُدوء سواده، وأحلام الذين ينتظرون لحظة دفء، بأنَّه الثوب، الذي طرزته الذكريات بالجراحات، ليكون الألم، الذي لا استغناء عنه، لتهمس في أذنيه “ما كان لنا”، الرغبة في اللّقاء من عدمه، لتُؤكّد أنَّ المرأة عندما تشتاق، فإنّها تُظهر عدم الاشتياق”.

تقول:
عند ناصية الثَّغر الذي أفلتت منه الكلمات ما عاد لقطرات المطر من لغة، تسكب في أحداق العيون بقايا سهر..
عند أطراف ثوب هذا المساء المنصوب جراحًا على خد الذكريات
ما كان لنا أن نلتقي..
أم..
قبل أن نلتقي..

اتبعت الجصاص في نصها الذي اقتبست منه عنوان إصدارها “قبل أن نلتقي”، أسلوب التكرار؛ لتؤكد على تلازمية الانصهار بين العاشقين، بقولها “قبل أن نلتقي اتفقنا”، ليأتي بعض ما أرادته، ليكون العشق في ذروته، وما هذه الأشياء، التي تناولها النَّص، إلا تداعيات هذا العشق، فلا تضع الشُّروط مُسبقًا، لكنَّه الانصهار، وتداعيه.

تقُول:
قبل أن نلتقي اتفقنا.. على اللَّهفة والسُّؤال
وعلى بعض الحنين في وصالنا
قبل أن نلتقي اتفقنا.. أن نضحك معًا وأن نحزن معًا
وأن تُعانق أيدينا خُطواتنا

وتُوصف البحر، تأملاتها بين تراقص قطراته الزرقاء، في نصها “البحر يُلامسني”، الذي يُلامس خُطواتها، ويمنحها الصبر، كالبحار، فلا يسلبها بقية الصبر، لاكتماله في اللّوحة الزرقاء، لتُفعل من عملية التمويه.

تقُول:
سمات هذا البحر
وحدها تتربص بجدائلي
وحدها تُعانق أناملي
فلا أرتعد ولا أنكمش خوفًا أو خجلًا
رتابة الأمواج
تكاد تتوافق مع نبضات قلبي
واللوحة الزرقاء
تسلبني بقية الصبر
وقدمي تُداعب تفاصيل الرخام

كنت أحلم..
وروت الجصاص المُنحدرة من القطيف، أنها كانت مُنذ صغرها تحلم بأن تكون كاتبة، تُعبر عن ذاتها، وأفكارها، وأمنياتها، كإنسانة، تتعلق بأحلامها أكثر، كُلّما الدَّقائق أخذت طريقها ناحية الضُّوء، ليُشرق يوم جديد.

وعن حكاية إصدارها، أجابت الكاتبة الجصاص: “كنت في صغري شغُوفة بالكتابة، كنت أمارس الكتابة في أوراق مُتناثرة، تأتي بكونها خربشات أنثى، تحلم، ثُمّ جمعتها في دفتر، لأهمس، كالطفلة الحالمة، تُدغدغني الأمنيات، المُستقبل، الذي يُشتهى، هذا كتابي القادم، لأضع له عنوان: قطرات على أوصاد الرمال، وكتبت اسمي عليه، والإهداء، وترقيم الصفحات، ووضعت الفهرس”.

وتابعت: “مرّت السُّنون ولايزال هذا الدفتر لدي، يسكنني بكُل تفاصيله، وعندما قررت إصدار كتابي أخذت بعض الخواطر منه، لأعيد مُعالجتها إن تطلب الأمر”.

وأشارت إلى أنَّ حلم إصدار كتاب، يحتضن أحرفها بين دفيتيه، كان أمرًا مُستبعدًا، ولم تتوقع له أن يبزغ للنور ذات يوم، حيث كانت تُردد دائمًا في ذاتها بألم وحسرة أنثى، لا تُجيد الطَّريق: “الآن، من سيُساعدني؟!”.

وعبرت عن أسفها لأنها لم تجد من يُساعدها، فتسرب الإحباط لها، ولكنها سُرعان ما تخلصت منه، لتجد في الكتاب، ضالتها التي كانت تبحث عنها، ليحضر في دُنيا، فتغرق في القراءة بشغف، وتصقل موهبتها، بالتثقيف، إضافة إلى حُضورها دورة أون لاين، بعنوان “كيف تُؤلف كتابك الأول”.

على الأقل
وفي ختام حديثها، لـ«القطيف اليوم»، وجّهت الجصاص رسالة إلى كُل امرأة أو فتاة، لديها موهبة، قالت فيها: “إنَّ الله خلق الإنسان، ولديه طاقات جميلة، يستطيع تنميتها بأبسط الطُّرق، فيُوجد حاليًا اليُوتيوب، والدورات الأون لاين، والدورات الحُضورية، التي تُقام طوال العام”، مضيفة: “ينبغي على كُل امرأة أو فتاة أن تكون لديها هواية تُمارسها مرة واحدة في الأسبوع لمدة ساعة واحدة -على الأقل-، في أي مجال تُحبه، وتنمي أدواتها، وتتحدى نفسها، لتجعله هدفًا نُصب عينيها”.

وأكَّدت أنَّ الهواية، تُمثل طاقة فنية إبداعية، يجب توجيهها إلى الطريق الصحيح، لتُبدع، وتُحقق ذاتها.



error: المحتوي محمي