الأمثال الشعبية وتكوين ثقافة المجتمعات

يقول  الفارابي في تعريف المثل الشعبي: هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم واقتنعوا به في السراء والضراء، ووصلوا به إلى المطالب القصية، وهو أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص.

وللأمثال الشعبية أهميتها في تكوين ثقافة المجتمعات وفي تأثيرها المباشر بطريقة إيجابية كانت أم سلبية في السلوك الاجتماعي وجعلها دليلاً على تقبل الفكر أو رفضه، ويزخر التراث الشعبي العربي بالكثير من الأمثال الشعبية الإيجابية والتي عكست مدى الثقافة والحكمة للأجيال الماضية، وفي الجانب الآخر فلا تكاد تخلو جميع المجتمعات البشرية  بما في ذلك المجتمعات العربية من الأمثال الشعبية السلبية والتي لا توافق التعاليم الدينية.

وبطبيعة الحال ستقتصر هذه الأسطر القليلة على التركيز على بعض الأمثال السلبية الدارجة ومنها:

– “أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب”. يشير هذا المثل إلى حالة التعصب للأقرب فالأقرب بغض النظر عن الركون إلى الحق في النصرة، وبالطبع فإن هذا الأمر خلاف التعاليم الإسلامية.

– “الخال خلي والعم ولي”. يعقد هذا المثل حالة مقارنة بين الخال بتصويره بعديم الفائدة قبال العم الولي والحاني على أبناء أخيه.

– “إذا كان لك عند الكلب حاجة قوله يا سيدي”. يخلق هذا المثل لحالة سلبية وهي التذلل والخنوع للشخص من أجل مصلحته ولو كانت عند أحقر الناس.

– “معك قرش بتسوى قرش”. يصور هذا المثل قيمة الإنسان بما يملك من مال ويعزز النظرة الاستعلائية للأغنياء.

– “اللي تقدر على ديّته اقتله”. في هذا المثل حالة مخالفة للعقل والمنطق بل إنها من الحالات الفوضوية.

– “شنب ما تحته فلوس يحتاج له موس”. يصور هذا المثل أن الرجولة هي المال.

– “صوت حية ولا صوت بنية”. يرسخ هذا المثل لأخلاق الجاهلية قبل الإسلام بكراهية الأب لولادة البنت.

– “ابن ابنك ابنك وابن  بنتك لا”. يخلق هذا المثل حالة مفاضلة للابن قبال البنت.

– “خذ خدٍ تدوسه ولا خد تبوسه”. يرسخ هذا المثل لحالة القسوة في الزواج ضد المرأة مقابل حالة الحب والعطف.

– “الزوجة يهمها جيوبك قبل عيوبك”. يصور هذا المثل أن الزوجة همها المادة فقط.

وفي نهاية هذه الأسطر نترك للقراء الأعزاء الحكم على هذه الأمثال الشعبية، والبحث والتنقيب في تراثنا الشعبي العربي.



error: المحتوي محمي