ينجذب الكثير لتذوق طعم الماضي واستدعاء ذكريات زمن الطفولة الجميلة بكل شيء يرتبط بها من ألعاب ومأكولات ومشروبات وكل ما يمكن اقتناؤه واستخدامه ليطلقوا مع رؤيتها تعبيرات الاندهاش والسرور وكأنهم وجدوا كنزًا دُفن من زمن الطيبين.
حسين أحمد رمضان ابن الجارودية وجد المتعة بكل تعبير للدهشة يراه بزوار ركنه حين يرون كنوزهم الدفينة في دكانه “دكان زمان” ويطلقون لفظ “ولّ” بصيغة مطوّلة وبلهجتهم القطيفية كناية عن شدة قِدم الشيء حيث جذب دكانه الكبير قبل الصغير في مهرجان الطفل المقام بنادي الأزهر بحلة محيش.
بداية دون مقتنيات سابقة
من يبدأ بجمع الأمور القديمة بالغالب تكون لديه مقتنيات سابقة يبدأ بالإضافة عليها لكن “رمضان” بدأ من الصفر بشراء مقتنياته وعن ذلك قال: “بدأت بهذه الهواية منذ نحو ثماني سنوات وكنت مبدئيًا أعرضها بالمجلس لدينا وتطورت تدريجيًا وشاهدني أصحاب التراث ونصحوني بالمشاركة بالمهرجانات ووجدت الفرصة جميلة جدًا أن أشارك وأجعل الناس تستمتع بالمقتنيات بدلًا من أن تكون المقتنيات منحصرة علي فقط وموجودة لدي بالبيت، فكانت فكرتي بالمشاركة بالمهرجانات هي جعل الناس تستمتع برؤية القديم ويكون ركني نصفه للعرض ويكون دائمًا بالخلف أما الذي على الطاولات فهو للبيع”.
بحث وتنقيب
الأمور القديمة والنادرة هي كنوز تتطلب البحث والتنقيب وربما تحتاج لقطع مسافات للحصول عليها وحين سألنا “رمضان” عن كيفية حصوله على مقتنياته القديمة ذكر أن لديه قروبات مختصة فقط لبيع التراث ويرى فيها الأشياء التي تناسبه والأسعار التي تناسبه ليأخذها، بالإضافة لذهابه لمزادات حضورية بالظهران والدمام والأحساء والرياض والقصيم وغيرها، وقال: “أينما حصلنا على فرصة ذهبنا دون تردد”.
لوحة ثمينة من قديم الزمان ليست للبيع
حين تحصل على كنز فيصعب عليك التفريط فيه وبيعه وهذا ما أكده “رمضان” حين ذكر أن بعض الأمور يتوقف بيعها حسب ندرتها وصعوبة الحصول عليها، فإذا كانت نادرة يصعب عليه التفريط فيها لأنها تكون بسعر باهظ، أما إذا كانت متوفرة فتكون بأسعار بمتناول الجميع.
لهذا قد ترى بسكويتات وشيبسات وعصائر ومشروبات غازية وعلبًا من مواد غذائية أخرى لم تكن موضوعة على أرفف دكان “رمضان” لا لتكون مواد غذائية للبيع ليتم تذوق طعمها لكنها كانت لوحات من قديم الزمان قد يتعذر عليك تذكر بعضها من شدة قِدمه وتوقف إنتاجه في زماننا، وكانت لوحات تغذي ذاكرة الأطفال بمنتجات كانت بزمن الأجداد وتغذي ذاكرة الكبار لتُرجعهم لزمانهم الجميل.
منتجات كانت بالسابق تُشترى بفئات صغيرة من الريال لكنها الآن تُشترى بمئات الريالات لندرتها، وعنها يذكر “رمضان” أن لديه علبتين من البيبسي القديم والنادر قد ابتاعهما بأكثر من ألف ريال وقد ساومه شخص ما لشرائهما منه بمبلغ ألفين ومائة ريال لكنه يرفض بيعهما لصعوبة الحصول عليهما.
هذا بالإضافة لوجود مغلفات من العلكة القديمة “علكة قرانديزر” حيث كان يخبئها لندرتها، فقد بيّن أنه اشترى ثلاثة منها بـ600 ريال وهذا سعر التكلفة كونه ابتاعها من أحد أصحابه لكنه في الواقع يبيعها بقرابة الألف ريال.