تسامي كنجمٍ يا ابنة الخط وارتقي

قفي نسأل الأيام ما فعل البعدُ
وكيف تمادى الشوقُ واستعر الوجدُ

قطيفيةٌ والهجر في القلبِ حرقةٌ
ومن رام منكِ الوصل أنهكهُ الصدُ

ملكتِ جمالاً زادهُ الغنجُ فتنةً
تفرد فيكِ الحسنُ ليس له ندُ

لها المقلة الحوراء للسحر آية
وتقتلنا عشقاً إذا ورّد الخدُ

وتهمسُ كالألحان سحراً ورقةً
هي الشعرُ والأنغام والجزر والمدُ

لها منطقٌ عذبٌ كأن حديثها
يلامس جدران القلوب فيرتدُ

تشعُ كشمس ثم تحنو كنسمةٍ
على مهجة المضنى فينعشهُ البردُ

وربكِ ما زال الفؤادُ متيماً
فأنتِ الهوى ما عشتُ والشوقُ والقصدُ

تسامي كنجمٍ يا ابنة الخطِ وارتقي
سناكِ سناءٌ لا ينافسهُ الوقدُ

جمالكِ يرقى كلما زاد عفةً
إذا ما تراخى الكم يُقتطفُ الوردُ

تسامرُ ليل الجد ترسمُ فكرة
على صفحة الآمال يسندها الرشدُ

وكم محفل شعت رؤاهُ رسالةً
فتومضُ إبداعاً وينبلج الدرُ

نساء لها مثل الرجال محابرٌ
يسطرن إبداعاً فينتعش الجدُ

وما الفنُ إلا رحلة الروح في الرؤى
إذا بلغت حداً تراءى لها حدُ

تصوغين أسرار الحياة حكاية
تخيطين بالألفاظ ما يبهر الضدُ

ولولا وجوه الغِيدِ ما عُرف الهوى
ولا اهتز في الأعماق شوقٌ ولا ودُ

ولكن للأنثى جراح سخية
إذا زادت الآهات يخذلها الردُ

هو البؤس أن تبقى الحياة رتيبة
تغصُ بها حزناً ويخنقها الجهدُ

ولا بد من كفٍّ تطببُ جرحها
وتحنو عليها كلما جلجل الرعدُ

سلامٌ إلى كلِّ النساءِ محبةٌ
ولا يعشقُ الأنثى سوى شاعر يشدو



error: المحتوي محمي