منذُ أن قتل قابيل أخاهُ هابيل ونَحنُ نَكره هذا الفعل، لكننا تَعلمنا كيف نقتل وبِطُرق كثيرة ومُختلفة نتناقل تعليم القتل الاحترافي عبر الأجيال ونقتل بقناعة ورضا.
المُسلسلات الكرتونية:
تحكي صراعًا بين الخير والشر وتدور المعارك فيقتل الأشرار الأخيار أو ينتصر الخير على الشر “بقتله” طبعاً، فنفرح كثيراً.
“باب الحارة”:
الذي تدور معظم أحداثه عن القتال والشجار والصراع بين الجيران وبين القرى، وكان مُعظم الحلول لفض النزاع والخِلاف هو القتال بواسطة سلاح عبارة عن سكين صغيرة.
أفلام الأكشن:
الأمريكية والصينية والهندية، غالِبيتها تدور أحداثها عن القتل، حيثُ يَنتصر البطل الذي يملئ جسمه بالوشم ويُحب فتاة من الطبقة الغنية فلا تَقبل عائلتها بتزويجه فيذهب بطلنا ويشرب الخمر لِيتناسى حُبه أو لِيُظّهِر لنا أنه فعل طيب، ببساطة نتعاطف معه بمشاعرنا فيقتل فينا جزءاً من الشرف والشهامة والاحترام.
الذي يُمارس عملية قتل بشعة ومُخيفة ومُرعبة هذه الأيام وبشكل احترافي، هي مُسلسلات الأنيمي الكورية والصينية واليابانية التي تستهدف أطفالنا.
قد لا يعرف من تَعدى عُمره الأربعين هذه الأسماء، لكنها مُخيفة أكثر من وحش بيقا الكبير وهي “زيك – راينر – غابي – كيساكي – مادارا – فالكو – بوركو – وفريق انمارلي”، وكثيرة هي الأسماء وكثيرة هي مُسلسلات القتل وعدد حلقاتها بالآلاف، كأنه مصنع إنتاج.
يبدو أننا نواجه قتلاً احترافياً إلكترونياً لشخصيات الأطفال وتكوين أفكارهم، سألت أحد الأطفال عن ماذا يُريد أن يُصبح إذا كبر؟
– أجابني أنه يريد أن يكون زي “أبو فلة”، وهو شخصية مشهورة على “يوتيوب” ومحترف في ألعاب السوني يُحارب الأشرار في كثير من الألعاب فيقتُلهم وينتصر.
بهذه الألعاب أصبح شخصية مشهورة ومحبوبة لأنه دائماً ينتصر على الشر.
الذي أُريد أن أقوله إننا توارثنا عمليات القتل المختلفة بطرق عديدة، فقتلنا أشياءً كثيرة فينا وفي مجتمعاتنا إما بجهل منا أو برضاً.
وفي نهاية هذا المقال، أتذكر أن زعبور وشرشور وفرفور لهم مواقف عاطفية كثيرة مع سنان، لهذا أحاول أن أُقنع نفسي أن بعض الأشرار طيبون مثل شرشبيل الذي يَبحث عن طعام لذيل ليَعيش وطعامه المفضل سيد سنفور.
وبعد هذا كله نتساءل: من أين جاءت هذه الشخصيات؟ كيف تكونت هذه الأفكار؟ لماذا تغيرت الأهداف؟ متى تُركت العبادات؟ فجأة ماتَ كُل شيء.