لستَ إلاّكَ

لستَ إلاّكَ

 

إلى روحك الكبيرة حبيبنا.. إلى روح / عبد الله حسن الخميس (أبو علي)

 

لا لأنك الشفيف الـمختال على أروقة الـمدارس و ترفرف، والـمندلق عبرها صبيباً طيِّباً على أرواحنا.

لا لأنك الشاسع الذي لا يحتويه العقائدي، والـمكتوب الذي ليس لأبجدياتنا أنْ تقرأه !
فما أنت إلاَّ شبيهك الطالع من ترابك الـمجدول بطيبةٍ و يُسْعِد !
ترتسم على مُحيَّاك ابتسامة أبيك و يعبق حنانُ أمك من نواحيك. و لأنك الـمنذور للطازج؛ أعيذك من العادات أن تغتالَـكَ ومن الثابت أنْ يُسَكِّــنَّــكَ.
لا تمتاح من الزمن إلاَّ لتباغته فتمنحه ما ليس منه و فيه، وتهرق على أبنائه من خزائنك !
كم لك من بياضٍ يزهر جمالاً ويثمر !
للهِ أنتَ كوثراً والضفافُ أغصانٌ مورقةٌ وتؤتي أُكُــلَها !
لا حيلة لأشواقــي إلاَّ أنْ أقولَــكَ ؛ فاعذرْ حروفـي وسامحْ ترفَ لغتـي .. فأنَّى لها أقزامــي أن تتلوَ قصاراك و كيف لي – وأنا أُهْطِعُ – أن أمتاحَ كبرياءك المتواضع !
أهو صديقُكَ الفقيدُ الذي نصبَ لك الكمائن وزيَّن الفخاخَ فاستحثّك الرحيلَ فأكثرتَ يتاماك، وكُـلًّـك لُقــىً وأُعطياتُــك فـي نماء ؟
يا لها طيبتُـك ما أرأفها وحنانُـك ما أرحمَه، حين أمهلتَ ولم تفاجــئ  لتنصفَ مناصفةً صديقَك الراحلَ وأحبابَك الـمقيمين !
لِغزالتِكَ أن تختالَ وليس لـي إلاَّ أن أتَــمَــلاّك !



error: المحتوي محمي