عَبرةٌ مِنْ أثَرِ الرَّحيـل

في رثاء وتأبين الفقيد السعيد، الأستاذ والمُربِّي الفاضل، الحاج عبد الله بن حسن بن الملا عبد الله الخميس، أبي علي، طيَّبَ اللهُ ثراه، الذي انتقل إلى جوار ربه الكريم يوم السبت الخامس من جمادى الآخرة 1443هـ الموافق للثامن من شهر يناير 2022م، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

قلبي يُكفكِفُ …..

في وداعكَ مَدمَعَه
كُلُّ المَواجعِ ….
فيه اليوم مُجتَمِعَه
حُزني يَمورُ …..
ونارُ الفَقـدِ لاهِبَـةٌ
والوَجـدُ يُضرَمُ ….
والآهَـاتُ مُرتفِعَـه
يا للنوائِـبِ إنْ ….
ألقَـت بكلكلِهـا
ألفَيتَ أسهمَهـا ….
تَأتيكَ مُندَفِعَـه !!
والذِّكرياتُ …..
تَطلُّ اليوم نازفةً
تُذكِي الجِراحَ …..
وبالأحزانِ مُلتفِعَه
مالي أرَاكَ على …..
البلواء مُصطبِراً ؟
لو مَسَّ صَبـرُكَ …..
صُمَّ الصَّخرِ لانتزعَه !
غَادَرتَ دُنيَـاكَ …..
عبد الله في عَجَلٍ !!
هل خَانكَ القلبُ …؟
أم سهمُ الرَّدى صَرعَه ؟
مُنذ ارتَحلتَ ….
وهذا الحُزنُ يَسكنُني
لَمْ تَبرح الرُّوحُ ….
مُذ فَارقتَ مُفتَجِعَـه
أخشى على القلبِ ….
مِنْ رُزءٍ تَناهَبـهُ ….
ومِنْ مُصَابٍ …..
دَهاهُ اليوم بل فَجعَه
يَضُجُّ بالحُزنِ ….
في صدري فأُسكِنُـهُ
لولا العَـزاءُ …..
أزاحَ الصَّدرَ واقتلعَه !!
يُرتِّلُ الآهَ في …..
دَيجور وحشَتـهِ
ووحدهُ الليلُ مَنْ ….
أصغى ومَنْ سَمِعَه !!
ومالهُ في الدُّجى ….
إلا احتِساءُ أسَـىً
مُعَتَّقٍ مِـنْ سُلافِ …..
الوَجـدِ قد كَرِعَـه
مُنذ ارتحالكَ …..
والآهاتُ تُحرِقهُ
يُبدي التَّجلُدَ كي ….
يُخفِي بهِ جزعَـه  !!
كيف الرَّثاءُ …..
وشِعري ليس يُسعِفُني؟
والرُّزءُ صَادرَ …..
مِنِّي الفِكرَ وانتَزعَـه !!
أرثي البَشاشةَ ….
وسط اللَّحدِ ثاويةً ؟
أم المناقبَ ….
في الأكفانِ مُضَّجِعَه؟
يا زارعَ الوَردِ ….
جَفَّ الوردُ مِن كَمَـدٍ
هل يَعبقُ الوَردُ ….
إنْ غابَ الذي زَرعَـه ؟
يا سَاكِـنَ القلبِ ….
مَنْ للقلبِ يُسكِنُـهُ
إن سَامَهُ الوَجدُ، أو ….
عصفُ الجَوَى صَدَعه ؟
فِيما رحيلكَ ….
والأَيَّامُ زاهِـرةٌ …..؟
جَذلـى، وأحلامُكَ ….
الخضراءُ مُفتَرِعَـه  !!
تَزهُـو بأجملِ …..
مافي العُمرِ من ثَمَـرٍ
قُـمْ واجتَنِيـهِ ….
فليست عنكَ مُمتنِعَه !!
يا جَامعَ الشَّملِ ….
مهلاً لا تكن عَجِلاً
مَنْ يَحفظُ الشَّمْلَ …..
إنْ غابَ الذي جمَعه ؟
قد يُسكِنُ الجُرحَ …..
جُرحٌ فَاقَـهُ ألَمَـاً
وحادثُ الطَّـفِ ….
سِفرُ الدَّهرِ ما وسِعَه !!
لُـذْ بالحُسينِ …..
إذا ماكُنتَ مُكتئِبَـاً
كأنَّ قلبكَ ….
يومَ الطَّفِ كانَ معَه
لا العَيشُ يَصفُو …..
ولا دُنياكَ باقيـةٌ
والرُّوحُ بعدكَ ….
للرَّحمنِ مُرتَجَعَـه  !!
تلكَ الحيَـاةُ ….
عُبـورٌ نحو آخرةٍ
ثُمَّ المَعـادُ ويَلقى ….
المَـرءُ ماصَنعَـه
لا زادَ للمَـرءِ ….
بعد المَوتِ يَنفعُـهُ
إلا الثَّنَـاء وخيـرُ ….
الزَّادِ مانَفعَـه
لُـذْ بالتَّصبُـرِ …..
لا تَجزع لنازِلـةٍ
فإنَّ للهِ ما أعطى ….
وما مَنعَـه


error: المحتوي محمي